جامع العلوم والحكم
في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم
ابن رجب الحنبلي
الحديث التاسع والعشرون
عَنْ مُعاذٍ رضي الله عنه قال : قُلتُ : يا رَسولَ الله أَخبِرني بِعَمَلٍ يُدخِلُني الجَنَّةَ ويُباعِدُني مِنَ النَّارِ ، قال : (( لقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظيمٍ وإنَّهُ لَيَسيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ الله عليه : تَعْبُدُ الله لا تُشْرِكُ بهِ شيئاً ، وتُقيمُ الصَّلاةَ ، وتُؤتِي الزَّكاةَ ، وتَصُومُ رَمضَانَ ، وتَحُجُّ البَيتَ )) . ثمَّ قالَ : (( ألا أَدُلُّكَ على أبوابِ الخير ؟ الصَّومُ جُنَّةٌ ، والصَّدقَةُ تُطْفِئُ الخَطيئَةَ كَما يُطفئُ الماءُ النارَ ، وصَلاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوفِ اللَّيلِ ، ثمَّ تلا : } تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ { حتَّى بَلَغَ : } يَعْمَلُوْنَ { ([1]) ، ثُمَّ قالَ : (( أَلا أُخْبِرُكُ برَأْسِ الأمْرِ وعَمودِه وذِرْوَة سنامِهِ ؟ )) قُلتُ : بَلَى يا رَسولَ الله ، قال : (( رَأسُ الأمْرِ الإسلامُ ، وعَمُودُه الصَّلاةُ ، وذِرْوَةُ سَنامِهِ الجهادُ )) ، ثم قال : (( ألا أُخبِرُكَ بمَلاكِ ذلك كُلِّهِ ؟ )) ، قلتُ : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه ، قال : (( كُفَّ عَلَيكَ هذا )) ، قلتُ : يا نَبيَّ الله ، وإنَّا لمُؤَاخَذُونَ بِما نَتَكَلَّمُ بهِ ؟ فقالَ :
(( ثَكِلتْكَ أُمُّكَ ، وهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجوهِهِمْ ، أو على مَنَاخِرِهم إلاَّ حَصائِدُ أَلسِنَتِهِم )) . رواهُ الترمذيُّ ، وقال : حَديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ .
هذا الحديث خرَّجه الإمام أحمد ([2]) ، والترمذي ([3]) ، والنَّسائي ([4]) ، وابن ماجه ([5]) من رواية معمر ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي وائل ، عن معاذ بن
جبل ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
وفيما قاله – رحمه الله – نظر من وجهين :
أحدهما : أنَّه لم يثبت سماعُ أبي وائل من معاذ ، وإنْ كان قد أدركه بالسِّنِّ ، وكان معاذٌ بالشَّام ، وأبو وائل بالكوفة ، وما زال الأئمةُ – كأحمد وغيره – يستدلُّون على انتفاء السَّماع بمثل هذا ، وقد قال أبو حاتم الرازي في سماع أبي وائل من أبي الدرداء : قد أدركه ، وكان بالكُوفة ، وأبو الدَّرداء بالشام ، يعني : أنَّه لم يصحَّ له سماع منه ([6]) . وقد حكى أبو زرعة الدِّمشقي عن قوم أنَّهم توقَّفُوا في سماعِ أبي وائل من عمر ، أو نفوه ، فسماعه من معاذ أبعد .
والثاني : أنَّه قد رواه حمَّادُ بنُ سلمة ، عن عاصم بن أبي النَّجود ، عن شهر بن حوشبٍ ، عن معاذ ، خرَّجه الإمام أحمد مختصراً ([7]) ، قال الدارقطني ([8]) : وهو أشبهُ بالصَّواب ؛ لأنَّ الحديثَ معروفٌ من رواية شهرٍ على اختلافٍ عليه فيه .
قلت : ورواية شهر عن معاذ مرسلةٌ يقيناً ([9]) ، وشهرٌ مختلفٌ في توثيقه وتضعيفه ([10]) ، وقد خرَّجه الإمامُ أحمد من رواية شهر ، عن عبدِ الرحمان بن غَنْمٍ ، عن معاذ ([11]) ، وخرَّجه الإمام أحمد أيضاً من رواية عُروة بن النـزَّال ، أو النـزال ابن عروة ، وميمون بن أبي شبيب ([12]) ، كلاهما عن معاذ ، ولم يسمع عروةُ ولا ميمونُ من معاذ ، وله طرقٌ أخرى عن معاذ كلُّها ضعيفة ([13]) .
وقوله : (( أخبرني بعملٍ يُدخلني الجنَّةَ ، ويُباعدني من النَّار )) قد تقدَّم في شرح الحديث الثاني والعشرين من وجوه ثابتة من حديث أبي هريرة وأبي أيوب وغيرهما : أنَّ النَّبيَّ r سُئِلَ عن مثل هذه المسألة ، وأجاب بنحو ما أجاب به في حديث معاذ .
وفي رواية الإمام أحمد في حديث معاذ أنَّه قال : يا رسول الله ، إنِّي أريدُ أنْ أسألَكَ عن كلمةٍ([14]) قد أمرضَتنِي وأسقمتني وأحزنتني ، قال : (( سل عمَّا شئتَ )) ، قال : أخبرني بعملٍ يدخلُنِي الجنَّة لا أسألكَ غيرَه ، وهذا يدلُّ على شدَّةِ اهتمامِ معاذٍ رضي الله عنه بالأعمال الصَّالحة ، وفيه دليلٌ على أنَّ الأعمالَ سببٌ لدخول الجنَّة ، كما قال تعالى : } وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ { ([15]) .
وأما قولُه r : (( لَنْ يدخُلَ أحدٌ منكُمُ الجنَّة بِعمَلِه )) ([16]) فالمراد – والله أعلم – أنَّ العملَ بنفسه لا يستحقُّ به أحدٌ الجنَّة لولا أنَّ الله جعله – بفضله ورحمته – سبباً لذلك ، والعملُ نفسُه من رحمة الله وفضله على عبده ، فالجنَّةُ وأسبابُها كلٌّ من فضل الله ورحمته .
وقوله : (( لقد سألتَ عن عظيم )) قد سبق في شرح الحديث المشار إليه أنَّ النَّبيَّ r قال لِرجل سأله عن مثل هذا : (( لئن كُنتَ أوجزت المسألة ، لقد أعظمتَ
وأطولتَ )) ([17]) ، وذلك لأنَّ دخولَ الجنَّة والنَّجاةَ من النار أمرٌ عظيم جداً ، ولأجله أنزل الله الكتب ، وأرسلَ الرُّسلَ ، وقال النَّبيُّ r لرجلٍ : (( كيف تقولُ إذا
صلَّيتَ ؟ )) قال : أسألُ الله الجنَّة ، وأعوذُ به من النار ، ولا أُحسِنُ دندنَتَك ([18]) ولا دندَنَة مُعاذ ، يشير إلى كثرة دعائهما واجتهادهما في المسألة ، فقال النَّبيُّ r :
(( حَوْلَها نُدَندِن )) . وفي روايةٍ : (( هل تصير دندنتي ودندنةُ مُعاذٍ إلا أنْ نسأل الله
الجنَّةَ ، ونعوذ به من النار )) ([19]) .
وقوله : (( وإنَّه ليسيرٌ على من يسَّره الله عليه )) إشارةٌ إلى أنَّ التَّوفيقَ كُلَّه بيد الله U ، فمن يسَّرَ الله عليه الهدى اهتدى ، ومن لم يُيسره عليه، لم يتيسَّر له ذلك ، قالَ الله تعالى : } فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى { ([20]) ، وقال r
: (( اعملوا فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلِقَ لهُ ، أمَّا أهل السَّعادة ، فيُيسَّرون لعمل أهل السَّعادة ، وأمَّا أهل الشَّقاوة ، فيُيَسَّرون لعمل أهل الشقاوة )) ، ثم تلا r هذه الآية ([21]) . وكان النَّبيُّ r يقولُ في دعائه: (( واهدني ويسِّر الهُدى لي )) ([22]) ، وأخبر الله عن نبيه موسى u أنَّه قال في دعائه: } رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي {([23])، وكان ابنُ عمر يدعو : اللهمَّ يسرني لليُسرى ، وجنِبني العُسرى ([24]) .
وقد سبق في شرح الحديث المشار إليه توجيهُ ترتيب دخول الجنَّة على الإتيان بأركان الإسلام الخمسة ، وهي : التَّوحيدُ ، والصَّلاةُ ، والزَّكاةُ ، والصِّيام ، والحجُّ .
وقوله : (( ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ )) لمَّا رتَّبَ دخولَ الجنَّة على واجبات الإسلام ، دلَّه بعد ذلك على أبواب الخيرِ مِنَ النَّوافِل ، فإنَّ أفضلَ أولياءِ الله هُمُ المقرَّبون ، الذين يتقرَّبون إليه بالنَّوافل بعدَ أداءِ الفرائض .
وقوله : (( الصومُ جنَّة )) هذا الكلام ثابتٌ عن النَّبيِّ r من وجُوهٍ كثيرةٍ ، وخرَّجاه في ” الصحيحين ” ([25]) من حديث أبي هريرة ، عن النَّبيِّ r ، وخرَّجه الإمام أحمد ([26]) بزيادة ، وهي : (( الصِّيام جنَّةٌ وحِصْنٌ حصينٌ مِنَ النَّار )) .
وخرّج من حديث عثمان بن أبي العاص ، عن النَّبيِّ r ، قال : (( الصوم جنَّةٌ مِنَ النَّارِ([27]) ، كجُنَّة أحدكم من القِتال )) ([28]) .
ومن حديث جابر ، عنِ النَّبيِّ r ، قال : (( قال ربُّنا U : الصِّيام جنَّةٌ يستجِنُّ بها العبدُ من النَّار )) ([29]) .
وخرَّج أحمد ([30]) والنَّسائي ([31]) من حديث أبي عُبيدة ، عنِ النَّبيِّ r ، قال :
(( الصِّيام جنَّة ما لم يَخْرِقْها )) ، وقوله : (( ما لم يخرقها )) ، يعني : بالكلام السيء ونحوه ، ولهذا في حديث أبي هريرة المخرج في ” الصحيحين ” ([32]) عن النَّبيِّ r
: (( الصيام جنَّة ، فإذا كان يومُ صومِ أحدكم ، فلا يرفث ، ولا يجهل ، فإن امرؤٌ سابَّه فليقل : إني امرؤ صائم )) .
وقال بعضُ السَّلف : الغيبةُ تخرقُ الصِّيامَ ، والاستغفارُ يرقَعُهُ ، فمن استطاع منكم أنْ لا يأتي بصوم مخرَّقٍ فليفعل ([33]) .
وقال ابنُ المنكدر : الصائمُ إذا اغتاب خرق ، وإذا استغفر رقع .
وخرَّج الطبراني ([34]) بإسنادٍ فيه نظرٌ عن أبي هريرة مرفوعاً : (( الصِّيامُ جُنَّةٌ ما لم يخرقها )) ، قيل : بم يخرقه ؟ قال : (( بكذبٍ أو غيبةٍ ([35]) )) .
فالجُنَّة : هي ما يستجنُّ بها العبد ، كالمجنِّ الذي يقيه عندَ القتالِ من الضَّرب ، فكذلك الصيام يقي صاحبه منَ المعاصي في الدُّنيا ، كما قال U : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ { ([36]) ،
فإذا كان له جُنَّةٌ من المعاصي ، كان له في الآخرة جُنَّةٌ من النار ، وإنْ لم يكن له جُنَّةٌ في الدنيا من المعاصي ، لم يكن له جُنَّةٌ في الآخرة من النار .
وخرَّج ابنُ مردويه من حديث عليٍّ مرفوعاً ، قال : (( بعث الله يحيى بن زكريا إلى بني إسرائيل بخمس كلماتٍ )) ، فذكر الحديثَ بطوله ، وفيه : (( وإنَّ الله يأمُركُم أنْ تصُوموا ، ومَثَلُ ذلك كمثل رجلٍ مشى إلى عدوِّه ، وقد أخذَ للقتال جُنَّةً ، فلا يخافُ من حيث ما أُتي )) ([37]) . وخرَّجه من وجهٍ آخر عن عليٍّ موقوفاً ، وفيه قال : (( والصيامُ مَثَلُه كمثل رجلٍ انتصره النَّاسُ ، فاستحدَّ في السِّلاح ، حتَّى ظنَّ أنَّه لن يصل إليه سلاحُ العدوِّ ، فكذلك الصيامُ جنَّة )) ([38]) .
وقوله : (( والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ )) هذا الكلامُ رُويَ عن النَّبيِّ r مِن وجوهٍ أُخر ، فخرَّجه الإمامُ أحمد والترمذي من حديث كعب بن عُجرة ، عن النَّبيِّ r ، قال : (( الصَّومُ جُنَّةٌ حصينةٌ ، والصَّدقةُ تُطفئ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماء النار )) ([39]) .
وخرَّجه الطبراني وغيره من حديث أنس مرفوعاً ، بمعناه ([40]) .
وخرّجه الترمذي ([41]) وابنُ حبان في ” صحيحه ” ([42]) من حديث أنس ، عن النَّبيِّ r ، قال : (( إنَّ صدقة السِّرِّ لتطفئُ غضبَ الربِّ ، وتدفع مِيتةَ السُّوء )) .
ورُوي عن عليِّ بنِ الحسين : أنَّه كان يحملُ الخبزَ على ظهرهِ باللَّيل يتَّبِعُ
به المساكين في ظُلمة الليل ، ويقول : إنَّ الصَّدقة في ظلامِ([43]) اللَّيلِ تُطفئُ
غضبَ الرَّبِّ U ([44]) . وقد قال الله U : } إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ
وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ
سَيِّئَاتِكُمْ { ([45]) ، فدلَّ على أنَّ الصدقة يُكفَّر بها من السيئات : إما مطلقاً ، أو صدقة السر .
وقوله : (( وصلاةُ الرَّجُلِ في جوف الليل )) ، يعني : أنَّها تُطفئ الخطيئة أيضاً كالصَّدقة ، ويدلُّ على ذلك ما خرَّجه الإمام أحمد من رواية عُروة بن النَّزَّال ، عن معاذ قال : أقبلنا مع النَّبيِّ r من غزوة تبوك، فذكر الحديثَ ، وفيه : (( الصَّومُ جنَّةٌ، والصَّدقةُ وقيامُ العبد في جوف الليل يُكفر الخطيئة )) ([46]) .
وفي ” صحيح مسلم ” ([47]) عن أبي هريرة ، عن النَّبيِّ r ، قال : (( أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ المكتوبة قيامُ الليل )) .
وقد رُوي عن جماعةٍ من الصحابة : أنَّ الناس يحترقون بالنهار بالذنوب ، وكلَّما قاموا إلى صلاةٍ من الصَّلوات المكتوبات أطفؤوا ذنوبهم ، ورُوي ذلك مرفوعاً من وجوهٍ فيها نظرٌ .
فكذلك قيامُ الليل يُكفر الخطايا ؛ لأنَّه أفضلُ نوافل الصلاة ، وفي
” الترمذي ” ([48]) من حديث بلال ، عن النَّبيِّ r ، قال : (( عليكم بِقيام الليل ،
فإنَّه دأبُ الصالحين قَبلَكُم ، وإنَّ قيامَ الليل قربةٌ إلى الله U ، ومنهاةٌ عن
الإثم ، وتكفيرٌ للسيئات ، ومطردة للدَّاءِ عن الجسد )) . وخرَّجه أيضاً من حديث
أبي أُمامة ([49]) ، عن النَّبيِّ r بنحوه ، وقال : هو أصحُّ من حديث بلال .
وخرَّجه ابن خزيمة ([50]) والحاكم ([51]) في ” صحيحيهما ” من حديث أبي أمامة
أيضاً .
وقال ابن مسعود : فضلُ صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية . وخرَّجه أبو نعيم عنه مرفوعاً ([52]) ، والموقوف ([53]) أصح .
وقد تقدَّم أنَّ صدقة السِّرِّ تُطفئُ الخطيئة ، وتُطفئ غضبَ الرَّبِّ ، فكذلك صلاةُ الليل .
وقوله : (( ثم تلا : } تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { ([54]) ، يعني : أنَّ النَّبيَّ r تلا هاتين الآيتين عندَ ذكره فضلَ صلاة الليل ، ليبيِّنَ بذلك فضل صلاة الليل ، وقد رُويَ عن أنس أنَّ هذه الآية نزلت في انتظار صلاةِ العشاء ، خرَّجه الترمذي وصححه ([55]) . ورُوي عنه أنَّه قال في هذه الآية : كانوا يتنفلون بينَ المغرب والعشاء ، خرَّجه أبو داود ([56]) . وروي نحوه عن بلال ، خرّجه البزار بإسنادٍ ضعيف ([57]) .
وكلُّ هذا يدخل في عموم لفظ الآية ، فإنَّ الله مدح الذين تتجافى جنوبُهم عن المضاجع لدعائه ، فيشملُ ذلك كلَّ مَنْ ترك النَّومَ بالليل لذكر الله ودُعائه ، فيدخلُ فيه مَنْ صلَّى بين العشاءين ، ومن انتظرَ صلاة العشاءِ فلم ينم حتَّى يُصليها
لاسيما مع حاجته إلى النوم ، ومجاهدة نفسه على تركه لأداء الفريضة ، وقد
قال النَّبيُّ r لمنِ انتظرَ صلاةَ العشاء : (( إنَّكم لن تَزالوا في صلاةٍ ما انتظرتم
الصَّلاة )) ([58]) .
ويدخلُ فيه مَنْ نامَ ثمَّ قام مِنْ نومه باللَّيل للتهجُّدِ ، وهو أفضلُ أنواع التطوُّع بالصَّلاة مطلقاً .
وربما دخل فيه من ترك النَّوم عندَ طُلوع الفجر ، وقام إلى أداء صلاةِ الصُّبح ، لاسيما مع غَلَبَةِ النَّوم عليه ، ولهذا يُشرع للمؤذِّن في أذان الفجر أنْ يقولَ في أذانه : الصَّلاة خَيرٌ مِن النوم .
وقوله r : (( وصلاةُ الرَّجُلِ من جوف الليل )) ذكر أفضلَ أوقات التهجُّد بالليل ، وهو جوفُ الليل ، وخرَّج الترمذي ([59]) والنَّسائي ([60]) من حديث أبي أمامة ، قال : قيل : يا رسول الله ، أيُّ الدُّعاء أسمع ؟ قالَ : (( جوفُ الليل الآخرِ ، ودُبُرُ الصَّلوات المكتوبات )) .
وخرَّجه ابن أبي الدنيا ([61]) ، ولفظه : جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ r ، فقال : أيُّ
الصلاة أفضل ؟ قال : (( جوفُ الليل الأوسط )) ، قال : أيُّ الدُّعاء أسمع ؟ قال
: (( دُبر المكتوبات )) .
وخرَّج النَّسائي ([62]) من حديث أبي ذرٍّ قال : سألتُ النَّبيَّ r أي الليل خير ؟ قالَ : (( خير الليل جوفه )) . وخرَّج الإمام أحمد ([63]) من حديث أبي مسلم قال : قلت لأبي ذرٍّ : أيُّ قيام الليل أفضل ؟ قال : سألت النَّبيَّ r كما سألتني ، فقال :
(( جوفُ اللَّيل الغابر ([64]) ، أو نصف الليل ، وقليلٌ فاعله )) .
وخرَّج البزار ([65]) ، والطبراني ([66]) من حديث ابنِ عمر ، قال : سُئلَ النَّبيُّ r : أيُّ الليل أجوبُ دعوةً ؟ قالَ: (( جوف الليل )) ، زاد البزار في روايته : (( الآخر )) .
وخرَّج الترمذي ([67]) من حديثِ عمرو بن عبسة ، سمع النَّبيَّ r يقول
: (( أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكونَ ممَّن يذكر الله في تلك الساعة فكن )) ، وصححه ، وخرَّجه الإمام أحمد ([68]) ، ولفظه قالَ : قلتُ : يا رسول الله ، أيُّ الساعات أفضلُ ؟ قال : (( جوفُ الليل الآخر )) وفي روايةٍ ([69]) له أيضاً : قال : (( جوف الليل الآخر أجوبُه دعوةً )) ، وفي روايةٍ ([70]) له : قلتُ : يا رسول الله ، هل مِنْ ساعةٍ أقربُ إلى الله من أخرى ؟ قال : (( جوف الليل الآخر ([71]) )) . وخرَّجه ابن ماجه ([72]) ، وعنده : (( جوفُ اللَّيل الأوسط )) وفي روايةٍ للإمام أحمد ([73]) عن عمرو بن عبسة ، قال : قلتُ : يا رسول الله ، هل من ساعةٍ أفضلُ من ساعةٍ ؟ قال : (( إنَّ الله ليتدلَّى في جوف الليل ، فيغفر إلاَّ ما كان من الشرك )) .
وقد قيل : إنَّ جوف الليل إذا أطلق ، فالمرادُ به وسطُه ، وإنْ قيل : جوف الليل الآخر ، فالمرادُ وسط النِّصف الثاني ، وهو السدسُ الخامسُ من أسداس الليل ، وهو الوقتُ الذي ورد فيه النـزول الإلهي .
وقوله r : (( ألا أُخبرك برأسِ الأمر وعموده وذِروة سنامه ؟ )) قلتُ : بلى
يا رسول الله ، قال : (( رأسُ الأمر الإسلام ، وعمودُه الصلاةُ ، وذِروةُ سنامه
الجهادُ )) ، وفي روايةٍ للإمام أحمد من رواية شهر بن حوشب ، عن ابن غَنْمٍ ، عن معاذ قال : قال لي نبيُّ الله r : (( إنْ شئتَ حدَّثتُك برأسِ هذا الأمرِ وقِوام هذا الأمرِ وذِروة السَّنام )) ، قلتُ : بلى ، فقال رسول الله r : (( إنَّ رأسَ هذا الأمر أنْ تشهدَ أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له ، وأنَّ محمَّداً عبده ورسولُه ، وإنَّ قِوام هذا الأمر إقام الصَّلاة ، وإيتاءُ الزكاة ، وإنَّ ذِروة السَّنام منه الجهادُ في سبيل الله ، إنَّما أُمِرْتُ أنْ أقاتِلَ النَّاسَ حتّى يُقيموا الصّلاة ، ويؤتوا الزَّكاة ، ويشهدوا أنْ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمَّداً عبده ورسوله ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلاَّ بحقِّها ، وحسابُهم على الله U )) . وقال رسول الله r :
(( والذي نفسُ محمدٍ بيده ، ما شحب وجهٌ ، ولا اغبرَّت قدمٌ في عملٍ يُبتغى فيه درجات الجنَّة بعدَ الصلاة المفروضة كجهادٍ في سبيل الله ، ولا ثَقَّلَ ميزانَ عبدٍ كدابَّةٍ تنفق له في سبيل الله ، أو يُحمل عليها في سبيل الله U )) ([74]) .
فأخبر النَّبيُّ r عن ثلاثة أشياء : رأس الأمر ، وعموده ، وذروة سنامه .
فأمَّا رأس الأمر ، ويعني بالأمر : الدين الذي بعث به وهو الإسلام ، وقد جاء تفسيرُه في الرواية الأخرى بالشهادتين ، فمن لم يقرَّ بهما ظاهراً وباطناً ، فليسَ من الإسلام في شيء .
وأمَّا قِوام الدين الذي يقومُ به الدِّين كما يقومُ الفسطاطُ على عموده ، فهو
الصلاة ، وفي الرواية الأخرى : (( وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة )) وقد سبق القولُ في أركان الإسلام وارتباط بعضها ببعض .
وأمَّا ذِروة سنامه – وهو أعلى ما فيه وأرفعه – فهو الجهاد ، وهذا يدلُّ على أنَّه أفضلُ الأعمال بعدَ الفرائض ، كما هو قولُ الإمام أحمد وغيره من العلماء .
وقوله في رواية الإمام أحمد : (( والذي نفس محمدٍ بيده ما شحب وجهٌ ولا اغبرَّت قدمٌ في عمل يُبتغى به درجات الجنَّة بعدَ الصَّلاة المفروضة كجهادٍ في سبيلِ الله U )) يدلُّ على ذلك صريحاً .
وفي ” الصحيحين ” ([75]) عن أبي ذرٍّ ، قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، أيُّ العمل أفضلُ ؟ قال : (( إيمانٌ بالله وجهادٌ في سبيله )) .
وفيهما ([76]) عن أبي هُريرة ، عن النَّبيِّ r ، قال : (( أفضلُ الأعمال إيمانٌ بالله ، ثمَّ جهاد في سبيل الله )) .
والأحاديث في هذا المعنى كثيرةٌ جداً .
وقوله : (( ألا أُخبرك بملاك ذلك كُلِّه )) قلتُ : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه فقال : (( كُفَّ عليك هذا )) إلى آخر الحديث . هذا يدلُّ على أنَّ كفَّ اللسان وضبطه وحبسه هو أصلُ الخير كُلِّه ، وأنَّ من ملك لسانه ، فقد ملك أمره وأحكمه([77]) وضبطه ، وقد سبق الكلامُ على هذا المعنى في شرح حديث : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيراً ، أو ليصمت )) ([78]) . وفي شرح حديث : (( قل : آمنتُ باللهِ ، ثم استقم )) ([79]) . وخرَّج البزار في ” مسنده ” ([80]) من حديث أبي اليَسَر([81]) أنَّ رجلاً قال : يا رسول الله ، دلَّني على عملٍ يُدخلني الجنَّة ، قال
: (( أمسك هذا )) ، وأشار إلى لسانه ، فأعادها عليه ، فقال : (( ثكلتك أمُّك ،
هل يَكُبُّ النَّاسَ على مناخرهم في النَّار إلاَّ حصائدُ ألسنتهم )) وقال : إسناده
حسن .
والمرادُ بحصائد الألسنة : جزاءُ الكلام المحرَّم وعقوباته ؛ فإنَّ الإنسانَ يزرع بقوله وعمله([82]) الحسنات والسَّيِّئات ، ثم يَحصُدُ يومَ القيامة ما زرع ، فمن زرع خيراً من قولٍ أو عملٍ حَصَد الكرامةَ ، ومن زرع شرَّاً مِنْ قولٍ أو عملٍ حصد غداً النَّدامة .
وظاهرُ حديثِ معاذ يدلُّ على أنَّ أكثر ما يدخل النَّاسُ به النار النُّطقُ بألسنتهم، فإنَّ معصية النُّطق يدخل فيها الشِّركُ وهو أعظمُ الذنوب عندَ الله U ([83])، ويدخل فيها القولُ على الله بغير علم ، وهو قرينُ الشِّركِ ، ويدخلُ فيه شهادةُ الزُّور التي عدَلت الإشراك بالله U ، ويدخلُ فيها السِّحر والقذفُ وغيرُ ذلك مِنَ الكبائر والصَّغائر كالكذب والغيبةِ والنَّميمة ، وسائرُ المعاصي الفعلية لا يخلو غالباً من قول يقترن بها يكون معيناً عليها .
وفي حديث أبي هُريرة ، عن النَّبيِّ r ، قال : (( أكثرُ ما يُدخِلُ النَّاسَ النارَ الأجوفان : الفمُ والفرجُ )) خرَّجه الإمام أحمد ([84]) والترمذي ([85]) .
وفي ” الصحيحين ” ([86]) عن أبي هريرة ، عن النَّبيِّ r ، قال : (( إنَّ الرجلَ ليتكلَّمُ بالكلمة ما يتبيَّنُ ما فيها ، يَزِلُّ بها في النَّار أبعدَ ما بينَ المشرق والمغرب )) وخرَّجه الترمذي ([87]) ، ولفظه : (( إنَّ الرجلَ ليتكلَّم بالكلمة لا يرى بها بأساً ، يهوي بها سبعين خريفاً في النار )) .
وروى مالك ([88]) ، عن زيد بنِ أسلم ، عن أبيه : أنَّ عمرَ دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وهو يجبذ لسانه ، فقال عمر([89]) : مه ، غفر الله لك ! فقال أبو بكرٍ : هذا أوردني الموارد .
وقال ابنُ بريدة : رأيتُ ابنَ عبَّاسٍ آخذاً بلسانه وهو يقول : ويحك ، قُلْ خيراً تغنم، أو اسكت عن سُوءٍ تسلم، وإلا فاعلم أنَّك ستندم، قال: فقيل له: يا ابن عبَّاس، لم تقولُ هذا ؟ قال: إنّه بلغني أنَّ الإنسان -أراه قال- ليس على شيءٍ من جسده أشدُّ حنقاً أو غيظاً يَوْمَ القيامةِ منه على لسانه إلا من قال به خيراً، أو أملى به خيراً ([90]) .
وكان ابن مسعود يحلِفُ بالله الذي لا إله إلا هو : ما على الأرض شيءٌ
أحوج إلى طولِ سجنٍ من لسان ([91]) .
وقال الحسن : اللسان أميرُ البدن ، فإذا جنى على الأعضاء شيئاً جنت ، وإذا عفَّ عفت ([92]) .
وقال يونس بنُ عبيد : ما رأيتُ أحداً لسانه منه على بالٍ إلا رأيتُ ذلك صلاحاً في سائر عمله ([93]) .
وقال يحيى بن أبي كثير : ما صلح منطقُ رجل إلاَّ عرفت ذلك في سائر عمله ، ولا فسد منطقُ رجل قطُّ إلاَّ عرفت ذلك في سائر عمله ([94]) .
وقال المبارك بن فضالة ، عن يونس بن عبيد : لا تجدُ شيئاً مِنَ البرِّ واحداً يتَّبعه البِرُّ كلّه غيرَ اللسان ، فإنَّك تَجِدُ الرجل يصومُ النهار ، ويُفطر على حرام ، ويقومُ الليل ويشهد بالزور بالنهار – وذكرَ أشياءَ نحو هذا – ولكن لا تجده لا يتكلَّم إلا بحقٍّ فَيُخالف ذلك عمله أبداً ([95]) .
([1]) السجدة : 16 – 17 .
([2]) في ” مسنده ” 5/231 .
([3]) في ” جامعه ” ( 2616 ) .
([4]) في ” الكبرى ” ( 11394 ) وفي ” التفسير ” ، له ( 414 ) .
([5]) في ” سننه ” ( 3973 ) .
وأخرجه : معمر في ” جامعه ” ( 20303 ) ، وعبد بن حميد ( 112 ) ، والمروزي في
” تعظيم قدر الصلاة ” ( 196 ) ، والطبراني في ” الكبير ” 20/( 266 ) ، والقضاعي في
” مسند الشهاب ” ( 104 ) ، والبيهقي في ” الشعب ” ( 3350 ) ، والبغوي ( 11 ) .
([6]) انظر : المراسيل لابن أبي حاتم ( 319 ) .
([7]) في ” مسنده ” 5/248 .
وأخرجه : الطبري في ” تفسيره ” ( 21515 ) ، والطبراني في ” الكبير ” 20/( 200 ) .
([8]) في ” العلل ” 6/79 س ( 988 ) .
([9]) انظر : الكنى للبخاري ( 201 ) .
([10]) انظر : الجرح والتعديل 4/347 ( 1668 ) ، وتهذيب الكمال 3/411 ( 2767 ) .
([11]) في ” مسنده ” 5/235 و236 و245 .
وأخرجه : ابن المبارك في ” الجهاد ” ( 31 ) ، والبزار ( 2669 ) و( 2670 ) ، والطبراني في
” الكبير ” 5/( 115 ) و( 116 ) و( 140 ) وفي ” مسند الشاميين ” ، له ( 222 ) .
([12]) في ” مسنده ” 5/237 .
وأخرجه : ابن أبي شيبة ( 30314 ) ، وابن أبي عاصم في ” الجهاد ” ( 16 ) وفي ” الزهد ” ، له ( 7 ) ، والنسائي 4/166 ، والطبري في ” تفسيره ” ( 21515 ) ، والطبراني في ” الكبير ” 20/( 304 ) و( 305 ) ، والحاكم 2/76 و412 .
([13]) أخرجه : أحمد 5/234 ، والبزار ( 2651 ) ، والطبراني في ” مسند الشاميين ” ( 1492 ) ، وأبو نعيم في ” حلية الأولياء ” 5/154 عن عطية بن قيس بلفظ : (( الجهاد عمود الإسلام ، وذروة سنامه )) .
وفيه بكير بن عبد الله بن أبي مريم ( أبو بكر ) ، سئل عنه أحمد بن حنبل فقال : (( ضعيف كان عيسى لا يرضاه )) ، وسئل عنه يحيى بن معين فضعفه ، وقال أبو زرعة الرازي : (( ضعيف ، منكر الحديث )) . انظر : الجرح والتعديل 2/327 – 328 ، وتهذيب الكمال 2/252
( 7836 ) .
([14]) في ( ص ) : (( مسألة )) .
([15]) الزخرف : 72 .
([16]) أخرجه : عبد الله بن المبارك في ” الزهد ” ( 1445 ) ، والطيالسي ( 2322 ) ، وابن الجعد ( 2772 ) ، وأحمد 2/235 و326 و390 و451 و473 و509 و514 و524 ، والبخاري 8/128 ( 6463 ) وفي ” الأدب المفرد ” ، له ( 461 ) ، ومسلم 8/138
( 2816 ) ( 71 ) ، وابن ماجه ( 4201 ) ، وأبو يعلى ( 1243 ) ، وابن حبان ( 348 ) و( 660 ) ، والطبراني في ” الأوسط ” ( 8004 ) ، والقضاعي في ” مسند الشهاب “
( 626 ) ، والبيهقي 3/18 وفي ” الشعب ” ، له ( 766 ) و( 10149 ) من طرق عن أبي هريرة ، به .
([17]) أخرجه : الطبراني في ” الكبير ” ( 7284 ) ، وقد تقدم .
([18]) الدندنة الكلام الذي لا يفهم . انظر : مختصر المختصر لابن خزيمة عقيب حديث ( 725 ) .
([19]) أخرجه : أحمد 5/74 ، وابن ماجه ( 910 ) و( 3847 ) ، وابن خزيمة ( 725 ) ، وابن حبان ( 868 )، والبيهقي في “الصغرى” ( 467 ) عن أبي هريرة ، به ، وهو حديث صحيح .
وقد أبهم اسم الصحابي في ” مسند الإمام أحمد ” فقال : (( عن بعض أصحاب النبي r )) .
([20]) الليل : 5 – 10 .
([21]) أخرجه : معمر في ” جامعه ” ( 20074 ) ، والطيالسي ( 151 ) ، وأحمد 1/129 ، وعبد ابن حميد ( 84 ) ، والبخاري 2/120 ( 1362 ) و6/212 ( 4947 ) و( 4948 )
و( 4949 ) وفي ” الأدب المفرد ” ، له ( 903 ) ، ومسلم 8/45 ( 2647 ) ( 6 ) ، وأبو داود ( 4694 ) ، وأبو يعلى ( 582 ) ، والبغوي ( 72 ) عن علي بن أبي طالب ، به .
([22]) أخرجه : ابن أبي شيبة ( 29390 ) ، وأحمد 1/227 ، وعبد بن حميد ( 717 ) ، والبخاري في ” الأدب المفرد ” ( 665 ) ، وأبو داود ( 1510 ) و( 1511 ) ، والترمذي
( 3551 ) ، وابن ماجه ( 3830 ) ، والنسائي في ” عمل اليوم والليلة ” ( 607 ) ، وابن حبان ( 947 ) و( 948 ) ، والطبراني في ” الدعاء ” ( 1411 ) و( 1412 ) ، والحاكم 1/519 – 520 ، والبغوي ( 1375 ) ، وقال الترمذي : (( حسنٌ صحيح )) .
([23]) طه : 25 – 26 .
([24]) أخرجه : ابن أبي شيبة ( 29861 ) ، وأبو نعيم في ” حلية الأولياء ” 1/308 .
([25]) صحيح البخاري 3/31 ( 1894 ) ، وصحيح مسلم 3/156 ( 1151 ) ( 162 ) .
وأخرجه : مالك في ” الموطأ ” ( 860 ) برواية الليثي ، وأحمد 2/465 ، وأبو داود
( 2363 ) ، والنسائي ( 3252 ) و( 3253 ) ، وابن حبان ( 3427 ) .
([26]) في ” مسنده ” 2/402 .
وأخرجه : البيهقي في ” شعب الإيمان ” ( 3571 ) .
([27]) عبارة : (( من النار )) سقطت من ( ص ) .
([28]) في ” مسنده ” 4/21 و22 و217 ، وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق ، والحديث في ” مختصر المختصر ” ( 1891 ) وراجع تخريجه هناك .
([29]) أخرجه : أحمد 3/341 و396 ، وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة .
([30]) في ” مسنده ” 1/195 و196 ، وإسناده لا بأس به .
([31]) في ” المجتبى ” 4/167 و168 .
([32]) سبق تخريجه .
([33]) أخرجه : البيهقي في ” شعب الإيمان ” ( 3644 ) عن أبي هريرة .
([34]) في ” الأوسط ” ( 4536 ) و( 7814 ) .
وأخرجه : ابن عدي في ” الكامل ” 4/32 .
وفيه الربيع بن بدر ، قال عنه يحيى بن معين : (( بصريٌّ ضعيف ليس بشيء )) ، وقال البخاري : (( يقال له : عليلة بن بدر السعدي التميمي بصري )) ، وقال أبو داود : (( ضعيف )) ، وقال أبو حاتم : (( لا يشتغل به ولا بروايته ، فإنَّه ضعيف الحديث ذاهب الحديث )) .
انظر : الكامل 4/29 ، وتهذيب الكمال 2/457 ( 1839 ) .
وهو كذلك من رواية الحسن عن أبي هريرة ، وقد قال أبو حاتم الرازي ، والذهبي بعدم سماع الحسن من أبي هريرة . انظر على سبيل المثال : المراسيل لابن أبي حاتم ( 102 ) و( 103 )
و( 104 )… إلخ ، وسير أعلام النبلاء 4/566 .
([35]) من قوله : (( قيل بم يخرقه … )) إلى سقط من ( ص ) .
([36]) البقرة : 183 .
([37]) أخرجه : البزار ( 695 ) بدون لفظة : (( وإن الله يأمركم أن تصوموا … )) وقال عقبه
: (( ولم أرى الخامسة في كتابي )) ، وإسناد الحديث ضعيف .
([38]) أخرجه : عبد الرزاق ( 5141 ) .
([39]) تقدم تخريجه .
([40]) تقدم تخريجه .
([41]) في ” جامعه ” ( 664 ) ، وقال : (( حسن غريب )) على أنَّ في إسناده عبد الله بن عيسى الخزاز ضعيف .
([42]) الإحسان ( 3309 ) .
([43]) في ( ج ) : (( سواد )) .
([44]) أخرجه : ابن أبي عاصم في ” الزهد ” : 16 ، وأبو نعيم في ” حلية الأولياء ” 3/135 – 136 .
([45]) البقرة : 271 .
([46]) سبق تخريجه .
([47]) الصحيح 3/169 ( 1163 ) ( 202 ) و( 203 ) .
([48]) الجامع الكبير ( 3549 ) .
وأخرجه : المروزي في ” قيام الليل ” ( 18 ) ، والروياني في ” مسند الصحابة ” ( 745 ) ، والشاشي ( 978 ) ، والبيهقي في ” شعب الإيمان ” ( 3087 ) ، وهذا حديث ضعيف ،
قال الترمذي : (( غريب لا نعرفه من حديث بلال إلا من هذا الوجه ، ولا يصحّ
من قبل إسناده ؛ وسمعت محمد بن إسماعيل ، يقول : محمد القرشي هو : محمد بن
سعيد الشامي ، وهو : ابن قيس ، وهو : محمد بن حسّان ، وقد ترك
حديثه )) .
([49]) الجامع الكبير ( 3549 م2 ) .
([50]) مختصر المختصر ( 1135 ) ، وقلت في تعليقي هناك : (( هذا الحديث منكر من منكرات معاوية بن صالح ، وقد ساقه ابن عدي في كتابه ” الكامل ” ضمن منكراته ، وقد سبق إلى هذا الإعلال أبو حاتم الرازي فقد قال : (( وهو حديث منكر لم يروه غير معاوية بن صالح ، وأظنه من حديث محمد بن سعيد الشامي الأزدي ؛ فإنَّه يروي هذا الحديث بإسنادٍ آخر )) علل الحديث ( 346 ) )) .
([51]) المستدرك 1/308 .
وأخرجه : الطبراني في ” الكبير ” ( 7466 ) وفي ” الأوسط ” ، له ( 3265 ) ، والبيهقي 2/502 ، والبغوي ( 922 ) .
([52]) في ” حلية الأولياء ” 4/167 و5/36 .
([53]) في ” حلية الأولياء ” 4/167 و5/36 و7/238 .
وأخرجه: ابن أبي شيبة ( 6610 ) ، والطبراني في ” الكبير ” ( 8998 ) و( 8999 ) موقوفاً .
([54]) السجدة : 16 – 17 .
([55]) في ” جامعه ” ( 3196 ) .
وأخرجه : الطبري في ” تفسيره ” ( 21505 ) .
([56]) في ” سننه ” ( 1322 ) .
وأخرجه : الطبري في ” تفسيره ” ( 21505 ) .
([57]) في ” مسنده ” ( 1364 ) . وفيه عبد الله بن شبيب ، قال عنه الهيثمي : (( ضعيف )) . انظر : مجمع الزوائد 7/90 ، وكذا في السند علل أُخر .
([58]) أخرجه : ابن أبي شيبة ( 4074 ) ، وأحمد 3/182 و189 و200 و267 ، وعبد بن
حميد ( 1292 ) ، والبخاري 1/150 ( 572 ) و1/168 ( 661 ) و1/214 ( 847 ) و7/201 ( 5869 ) ، ومسلم 2/116 ( 640 ) ( 222 ) ، وأبو يعلى ( 3313 ) ، وأبو عوانة 1/303 ، وابن حبان ( 1537 ) ، وأبو نعيم في ” المسند المستخرج ” ( 1423 ) ، والبيهقي في ” شعب الإيمان ” ( 6370 ) .
([59]) في ” جامعه ” ( 3499 ) ، وقال الترمذي : (( هذا حديث حسن )) على أنَّ إسناده قد أعل بالانقطاع فقد أعل سند الحديث ابن القطان فقال : (( اعلم أنَّ ما يرويه ابن سابط ، عن أبي أمامة ، هو منقطع لم يسمع منه )) بيان الوهم والإيهام 2/385 ( 387 ) .
([60]) في ” الكبرى ” ( 9936 ) وفي ” عمل اليوم والليلة ” ، له ( 108 ) .
([61]) في ” التهجد ” ( 240 ) .
([62]) في ” الكبرى ” ( 4216 ) .
وأخرجه : البخاري في ” التاريخ الكبير ” 2/36 ( 1635 ) ثم ساقه مرسلاً ، وظاهر صنيعه أنَّه أعله بالإرسال .
([63]) في ” مسنده ” 5/179 .
وأخرجه : النسائي في ” الكبرى ” ( 1308 ) ، وابن حبان ( 2564 ) ، والبيهقي 3/4 ، وإسناده ضعيف المهاجر أبو خالد قال عنه أبو حاتم : (( لين الحديث ليس بذاك ، وليس
بالمتقن ، يكتب حديثه )) ؛ لكن للحديث شواهد تقويه .
([64]) أي : الباقي .
([65]) كما في ” كشف الأستار ” ( 3151 ) .
([66]) في ” الأوسط ” ( 3428 ) ، وفي ” الصغير ” ، له ( 347 ) .
([67]) في ” جامعه ” ( 3579 ) . =
= وأخرجه : النسائي 1/279 وفي ” الكبرى ” ، له ( 1544 ) ، وابن خزيمة ( 1147 ) ، والطحاوي في ” شرح معاني الآثار ” 1/37 و352 ، والحاكم 1/309 .
([68]) في ” مسنده ” 4/112 و385 .
وأخرجه : ابن سعد في ” الطبقات ” 4/164 – 165 ، وعبد بن حميد ( 300 ) .
([69]) في ” مسنده ” 4/387 ، وإسناد هذه الرواية ضعيف ، وقد اضطرب راويها ففي بعضها
: (( أوجبه )) .
وأخرجه : أبو نعيم في ” الحلية ” 5/154 .
([70]) في ” مسنده ” 4/114 .
وأخرجه : عبد بن حميد ( 297 )، والنسائي 1/279 و283 وفي “الكبرى” ، له ( 1544 ) و( 1560 ) ، وابن خزيمة ( 1147 ) ، وهو حديث صحيح .
([71]) من قوله : (( أجوبه دعوة … )) إلى هنا سقط من ( ص ) .
([72]) في ” سننه ” ( 1251 ) ، وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن طلق وعبد الرحمان بن البيلماني .
([73]) في ” مسنده ” 4/385 ، وإسناده ضعيف لانقطاعه بين سليم بن عامر وعمر بن عَبسة .
([74]) سبق تخريجه .
([75]) سبق تخريجه .
([76]) أخرجه : البخاري 2/164 ( 1519 ) ، ومسلم 1/61 ( 83 ) ( 135 ) .
([77]) سقطت من ( ص ) .
([78]) الحديث الخامس عشر .
([79]) الحديث الحادي والعشرون .
([80]) البحر الزخار ( 2302 ) .
وذكره الهيثمي في ” مجمع الزوائد ” 10/300 .
([81]) أبو اليَسَر ، بفتح التحتانية والمهملة : كعب بن عمرو بن عباد السَّلمي ، بالفتح ، صحابي بدريٌّ جليل . التقريب ( 5646 ) .
([82]) سقطت من ( ص ) .
([83]) عبارة : (( عند الله U )) لم ترد في ( ص ) .
([84]) في ” مسنده ” 2/291 و392 و442 .
([85]) في ” جامعه ” ( 2004 ) ، وقال الترمذي : (( صحيح غريب )) .
([86]) أخرجه : البخاري 8/125 ( 6477 ) ، ومسلم 8/222 – 223 ( 2988 ) ( 50 ) .
وأخرجه : ابن حبان ( 5707 ) و( 5708 ) ، والبيهقي 8/164 وفي ” شعب الإيمان “، له
( 4956 ) .
([87]) في ” جامعه ” ( 2314 ) ، وقال : (( حسن غريب )) على أنَّ الحديث صحيح .
وأخرجه : أحمد 2/236 و297 و355 ، وابن ماجه ( 3970 ) ، وابن أبي عاصم : 15 و394 ، وأبو يعلى ( 6235 ) ، والحاكم 4/597 .
([88]) في ” الموطأ ” ( 2825 ) برواية الليثي .
([89]) لم ترد في ( ص ) .
([90]) أخرجه : أحمد في ” الزهد ” ( 1047 ) ، وأبو نعيم في ” حلية الأولياء ” 1/327 – 328 .
([91]) أخرجه : ابن أبي شيبة ( 26499 ) ، وهناد بن السري في ” الزهد ” ( 1095 ) ، وأبو نعيم في ” حلية الأولياء ” 1/134 .
([92]) أخرجه : ابن أبي الدنيا في ” الصمت ” ( 59 ) .
([93]) أخرجه : أحمد في ” الزهد ” ( 112 ) ( ط دار الكتب العلمية ) .
([94]) أخرجه : أبو نعيم في ” حلية الأولياء ” 3/68 .
([95]) أخرجه : أحمد في ” الزهد ” ( 113 ) ( ط دار الكتب العلمية ) .