جامع العلوم والحكم
في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم
ابن رجب الحنبلي
الحديث السادس عشر
عَنْ أَبي هُرَيرَةَ t أنَّ رَجُلاً قالَ للنَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم : أوصِني ، قال : (( لا تَغْضَبْ )) فردَّد مِراراً قال : (( لا تَغْضَبْ )) . رواهُ البُخاريُّ([1]) .
هذا الحديثُ خرَّجه البخاري من طريق أبي حَصين الأسدي ([2]) ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، ولم يُخرجه مسلم ؛ لأنَّ الأعمشَ رواه عن أبي صالح ، واختلف عليه في إسناده فقيل : عنه ، عن أبي صالح ، عن أبي هُريرة ، كقول أبي حَصين ، وقيل : عنه ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري ، وعند يحيى بن معين أنَّ هذا هو الصحيحُ ، وقيل : عنه ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة وأبي سعيد([3]) ، وقيل : عنه ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة أو جابر ، وقيل : عنه ، عن أبي صالح ، عن رجل من الصحابة غير مسمى .
وخرَّج الترمذي([4]) هذا الحديثَ من طريق أبي حصين أيضاً ولفظُه : جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم ، فقال : يا رسول الله علِّمني شيئاً ولا تُكثر عليَّ لَعَلِّي أعيه ، قال : (( لا تَغْضَب )) ، فردد ذلك مراراً كلُّ ذلك يقول : (( لا تغضب )) وفي رواية أخرى([5]) لغير الترمذي قال : قلتُ : يا رسولَ الله ، دلني على عمل يُدخلني الجنَّة ولا
تُكثِرْ عليَّ ، قال : (( لا تَغْضَب )) .
فهذا الرجلُ طلب مِن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم أنْ يُوصِيهَ وصيةً وجيزةً جامعةً لِخصال الخيرِ ، ليحفظها عنه خشيةَ أنْ لا يحفظها ؛ لكثرتها ، فوصَّاه النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم أنْ لا يغضب ، ثم ردَّد هذه المسألة عليه مراراً ، والنَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم يردِّدُ عليه هذا الجوابَ ، فهذا يدلُّ على أنَّ الغضب جِماعُ الشرِّ ، وأنَّ التحرُّز منه جماعُ الخير([6]) .
ولعلَّ هذا الرجلَ الذي سأل النَّبيَّ صلى الله وعليه وسلم هو أبو الدرداء ، فقد خرَّج الطبراني([7]) من حديث أبي الدرداء قال : قلتُ : يا رسولَ الله دلني على عمل يدخلني الجنَّة ، قال : (( لا تَغْضَبْ ولكَ الجَنَّةُ )) .
وقد روى الأحنفُ بنُ قيسٍ ، عن عمه جارية([8]) بن قدامة : أنَّ رجلاً قال :
يا رسولَ اللهِ قُلْ لي قولاً ، وأقْلِلْ عليَّ لعلي أعقِلُهُ ، قال : (( لا تغضبْ )) ، فأعاد عليه مراراً كُلُّ ذلك يقول : (( لا تَغضَبْ )) خرَّجه الإمام أحمد([9]) ، وفي رواية([10]) له
أنَّ جارية بن قُدامة قال : سألت النَّبيَّ صلى الله وعليه وسلم فذكره .
فهذا يغلب على الظنِّ أنَّ السائلَ هو جارية بنُ قدامة ، ولكن ذكر الإمامُ أحمد([11]) عن يحيى القطان أنَّه قال : هكذا قال هشام ، يعني : أنَّ هشاماً ذكر في الحديث أنَّ جارية سأل النَّبيَّ صلى الله وعليه وسلم ، قال يحيى : وهم يقولون : لم يُدرك النَّبيّ صلى الله وعليه وسلم ، وكذا قال العجليُّ وغيرُه : إنَّه تابعيٌّ وليس بصحابي .
وخرَّج الإمامُ أحمد([12]) من حديث الزهري ، عن حُميد بنِ عبد الرحمان ، عن رجلٍ من أصحاب النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم قال : قلتُ : يا رسولَ الله أوصني ، قال : (( لا
تَغْضَبْ )) قال الرجل : ففكرتُ حين قال النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم ما قال ، فإذا الغَضَبُ يجمع الشرَّ كُلَّه ، ورواه مالك في ” الموطأ ” ([13]) عن الزهري ، عن حُميد ، مرسلاً .
وخرَّج الإمامُ أحمد([14]) من حديث عبد اللهِ بن عمرو : أنَّه سأل النَّبيَّ صلى الله وعليه وسلم : ماذا يُبَاعِدُني مِنْ غَضَبِ اللهِ عز وجل ؟ قال : (( لا تَغْضَب )) .
وقول الصحابي : ففكرتُ فيما قال النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم فإذا الغضبُ يجمع الشرَّ كلَّه يشهد لما ذكرناه أنَّ الغضبَ جماعُ الشرِّ ، قال جعفر بنُ محمد : الغضبُ مفتاحُ كلِّ شرٍّ . وقيل لابنِ المبارك : اجْمَعْ لنا حسنَ الخلق في كلمة ، قال : تركُ الغضبِ .
وكذا فسَّر الإمام أحمد ، وإسحاقُ بنُ راهويه حسنَ الخلق بتركِ الغضب ، وقد رُوي ذلك مرفوعاً ، خرَّجه محمدُ بن نصر المروزي في كتاب ” الصلاة ” ([15]) من حديث أبي العلاء بنِ الشِّخِّير : أنَّ رجلاً أتى النَّبيَّ صلى الله وعليه وسلم مِن قِبَلِ وجهه ، فقالَ : يا رسولَ الله أيُّ العملِ أفضلُ ؟ قالَ : (( حُسْنُ الخلق )) ثُمَّ أتاه عن يمينه ، فقالَ : يا رسول الله ، أيُّ العمل أفضل ؟ قال : (( حسنُ الخُلُقِ )) ، ثم أتاه عن شِماله ، فقال : يا رسول الله ، أيُّ العمل أفضل ؟ قال : (( حسنُ الخُلُقُ )) ، ثم أتاه من بعده ، يعني : من خلفه ، فقال : يا رسولَ الله أيُّ العملِ أفضلُ ؟ فالتفت إليه رسولُ الله صلى الله وعليه وسلم فقال : (( مالك لا تَفْقَهُ ! حسْنُ الخُلُقِ هو أنْ لا تَغْضَبَ إنِ استطعْتَ )) . وهذا مرسل .
فقولُه صلى الله وعليه وسلم لمن استوصاه : (( لا تَغْضَبْ )) يحتَمِلُ أمرين :
أحدُهما : أنْ يكونَ مرادُه الأمرَ بالأسباب التي توجب حُسْنَ الخُلُقِ من الكرم والسخاء والحلمِ والحياء والتواضع والاحتمال وكفِّ الأذى، والصفح والعفو، وكظم الغيظ ، والطَّلاقةِ والبِشْرِ ، ونحوِ ذلك من الأخلاق الجميلة ، فإنَّ النفسَ إذا تخلَّقت بهذه الأخلاق ، وصارت لها عادة أوجب لها ذلك دفع الغضب عند حصول أسبابه .
والثاني : أنْ يكونَ المرادُ : لا تعمل بمقتضى الغضب إذا حَصَل لك ، بل جاهد نفسَك على ترك تنفيذه والعمل بما يأمر به ، فإنَّ الغضب إذا ملك ابنَ آدم كان كالآمر والناهي له([16]) ، ولهذا المعنى قال الله عز وجل : } وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ {([17]) فإذا لم يمتثل الإنسانُ ما يأمره به غضبُه ، وجاهد نفسه على ذلك ، اندفع عنه شرُّ الغضب ، وربما سكن غَضَبُهُ ، وذهب عاجلاً ، فكأنَّه حينئذٍ لم يغضب ، وإلى هذا المعنى وقعت الإشارةُ في القرآن بقوله عز وجل : } وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ {([18]) ، وبقوله عز وجل : } وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {([19]) .
وكان النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم يأمرُ من غضبَ بتعاطي أسبابٍ تدفعُ عنه الغضبَ ، وتُسَكِّنُهُ ، ويمدح من ملك نفسَه عند غضبه ، ففي ” الصحيحين ” ([20]) عن سليمانَ بن صُرَد قال : استَبَّ رجلانِ عندَ النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم ونحنُ عنده جلوسٌ ، وأحدُهما يَسُبُّ صاحبهُ مغضباً قد احمرَّ وجهُهُ ، فقال النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم : (( إني لأعْلَمُ كلمةً لو قالها لذهبَ عنه ما يجد ، لو قال : أعوذُ بالله من الشَّيطان الرجيم )) فقالوا للرجل : ألا تسمعُ ما يقولُ النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم ؟ قال : إني لَسْتُ بِمجنونٍ([21]) .
وخرَّج الإمامُ أحمد([22]) والترمذيُّ([23]) من حديث أبي سعيد الخُدري : أنَّ النَّبيَّ صلى الله وعليه وسلم قال في خُطْبته : (( ألا إنَّ الغَضَبَ جَمْرَةٌ في قلبِ ابنِ آدمَ ، أفما رأيتُم إلى حُمرة عينيه ، وانتفاخ أوداجه ، فمن أحسَّ من ذلك شيئاً فليَلْزَقْ بالأرضِ )) .
وخرَّج الإمامُ أحمدُ([24]) ، وأبو داود([25]) من حديث أبي ذرٍّ : أنَّ النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم قال
: (( إذا غَضِبَ أحدُكُم وهو قائِمٌ ، فَلْيَجْلِسْ ، فإنْ ذَهَبَ عَنه الغضبُ وإلا فليَضطجعْ )) .
وقد قيل : إنَّ المعنى في هذا أنَّ القائم متهيِّئ، للانتقام والجالس دونَه في ذلك ، والمضطجع أبعدُ عنه ، فأمره بالتباعد عن حالةِ الانتقام([26]) ، ويَشْهَدُ لذلك أنَّه رُوي من حديث سِنان بنِ سعد ، عن أنسٍ ، عن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم ، ومن حديث الحسن مرسلاً عن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم ([27]) قال : (( الغَضَبُ جَمرةٌ في قَلبِ الإنسانِ تَوَقَّدُ ، ألا ترى إلى حُمرةِ عَيْنَيهِ وانْتِفَاخِ أوداجِهِ ، فإذا أحس أحدُكُم مِنْ ذلك شيئاً ، فليَجْلِسْ ، ولا يَعْدُوَنَّه الغَضَبُ ))([28]) .
والمرادُ : أنَّه يحبسه في نفسه ، ولا يُعديه إلى غيره بالأذى بالفعلِ ، ولهذا المعنى قال النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم في الفتن : (( إنَّ المضطجِعَ فيها خَيْرٌ من القَاعِدِ ، والقَاعِدَ فيها خيرٌ من القَائِم ، والقائمَ خَيرٌ مِنَ المَاشِي ، والمَاشِي خَيرٌ مِنَ السَّاعي ))([29]) ، وإنْ كان هذا على وجه ضرب المثالِ في الإسراع في الفتن ، إلا أنَّ المعنى : أنَّ من كان أقرب إلى الإسراع فيها ، فهو شرٌّ ممن كان أبعد عن ذلك .
وخرَّج الإمامُ أحمد من حديث ابنِ عباس ، عن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم قال : (( إذا غَضِبَ
أحَدُكُمْ ، فليَسْكُتْ )) ، قالها ثلاثاً([30]) .
وهذا أيضاً دواء عظيم للغضب ؛ لأنَّ الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليهِ في حال زوال غضبه كثيراً من السِّباب وغيره مما يعظم ضَرَرُهُ ، فإذا سكت زال هذا الشرّ كله عنه ، وما أحسنَ قولَ مورق العجلي – رحمه الله – : ما امتلأتُ غيضاً قَطُّ ولا تكلَّمتُ في غضبٍ قطُّ بما أندمُ عليهِ إذا رضيتُ([31]) . وغضب يوماً عمرُ بن عبد العزيز فقالَ لهُ ابنُه : عبدُ الملكِ – رحمهما الله – : أنتَ يا أميرَ المؤمنين مع ما أعطاك الله وفضَّلك به تغضبُ هذا الغَضبَ ؟ فقال له : أو ما تغضبُ يا عبدَ الملك ؟ فقال عبد الملك : وما يُغني عني سعةُ جوفي إذا لم أُرَدِّدْ فيه
الغضبَ حتى لا يظهر([32]) ؟ فهؤلاء قوم ملكوا أنفسهم عند الغضب y .
وخرَّج الإمامُ أحمد([33]) ، وأبو داود([34]) من حديث عُروة بنِ محمد السَّعدي : أنَّه كلَّمه رجل فأغضبه ، فقام فتوضأ ، ثم قال : حدثني أبي عن جدِّي عطيةَ ، قال : قال رسولُ الله صلى الله وعليه وسلم : (( إنَّ الغَضَبَ مِنَ الشَّيْطانِ ، وإنَّ الشيطانَ خُلِقَ من النَّارِ ، وإنَّما تُطفَأُ النار بالماءِ ، فإذا غَضِبَ أحَدُكُم فَليَتوضَّأ )) .
وروى أبو نعيم([35]) بإسناده عن أبي مسلم الخولاني : أنَّه كلَّم معاوية بشيءٍ وهو على المنبر ، فغضب ، ثم نزل فاغتسل ، ثم عاد إلى المنبر ، وقال : سمعتُ
رسول الله صلى الله وعليه وسلم يقول : (( إنَّ الغضبَ مِن الشيطان ، والشيطانَ من النار ، والماءُ يُطفئُ النار ، فإذا غَضِبَ أحدكم فليغتسل )) .
وفي ” الصحيحين ” ([36]) عن أبي هُريرة ، عن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم قال : (( لَيْسَ الشَّديدُ بالصُّرَعَةِ ، إنَّما الشَّديدُ الَّذي يَملِكُ نَفْسَهُ عندَ الغَضَبِ )) .
وفي ” صحيح مسلم ” ([37]) عن ابن مسعودٍ ، عن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم ، قال : (( ما تَعُدُّوَن الصُّرَعَةَ فيكم ؟ )) قلنا : الذي لا تَصْرَعُهُ الرِّجالُ ، قال : (( ليس ذلك ، ولكنَّه الذي يَملِكُ نَفْسَهُ عندَ الغضبِ )) .
وخرَّج الإمامُ أحمد([38]) ، وأبو داود([39]) ، والترمذي([40]) ، وابن ماجه([41]) من حديث معاذ بن أنس الجهني ، عن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم قال : (( مَنْ كَظَمَ غَيظاً وهو يَستطيعُ
أنْ يُنفذه ، دعاه الله يومَ القيامة على رؤوس الخلائق حتَّى يخيره في أيِّ الحورِ
شاء )) .
وخرَّج الإمامُ أحمد([42]) من حديث ابن عمر ، عن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم قال : (( ما تَجَرَّع عبدٌ جُرعَةً أفضلَ عندَ اللهِ من جُرعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُها ابتغاءَ وجهِ الله عز وجل )) ومِن حديث ابن عباسٍ([43]) ، عن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم قال : (( مَا مِنْ جُرْعَةٍ أحبَّ إلى اللهِ من جُرعةِ غَيظٍ يَكظِمُها عبد ، ما كظم عبدٌ لله إلا ملأ الله جوفَه إيماناً )) . وخرَّج أبو
داود([44]) معناه من رواية بعضِ الصحابة ، عن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم وقال : (( ملأه الله أمناً وإيماناً([45]) )) .
وقال ميمون بن مِهران: جاء رجلٌ إلى سلمان، فقال : يا أبا عبدِ الله أوصني ، قال : لا تغضب ، قال : أمرتني أنْ لا أغضب وإنَّه ليغشاني ما لا أملِكُ ، قال : فإنْ غضبتَ ، فامْلِكْ لِسانك ويَدَك . خرَّجه ابن أبي الدنيا([46]) ، وملكُ لسانه ويده هو الذي أشار إليه النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم بأمره لمن غَضِبَ أنْ يجلس ، ويضطجع وبأمره له أنْ يسكت([47]) .
قال عمرُ بنُ عبد العزيز : قد أفلحَ مَنْ عُصِمَ من الهوى ، والغضب ، والطمع([48]) .
وقال الحسن : أربعٌ من كُنَّ فيه عصمه الله من الشيطان ، وحرَّمه على النار : مَنْ ملك نفسَه عندَ الرغبة ، والرهبة ، والشهوةِ ، والغضبِ([49]) .
فهذه الأربع التي ذكرها الحسن هي مبدأ الشرِّ كُلِّه ، فإنَّ الرغبةَ في الشيء هي ميلُ النفس إليه لاعتقاد نفعه ، فمن حصل له رغبةٌ في شيءٍ ، حملته تلك الرغبة على طلب ذلك الشيء من كل وجه يَظُنُّه موصلاً إليه([50]) ، وقد يكون كثير منها محرماً ، وقد يكون ذلك الشيءُ المرغوبُ فيه مُحرَّماً .
والرهبة : هي الخوفُ من الشيء([51]) ، وإذا خاف الإنسان من شيء تسبب في دفعه عنه بكلِّ طريق يظنه دافعاً له ، وقد يكون كثير منها محرَّماً .
والشهوة : هي ميلُ النفس إلى ما يُلائمها ، وتلتذُّ به([52]) ، وقد تميل كثيراً إلى ما هو محرَّم كالزنا والسرقة وشرب الخمر ، بل وإلى الكفر والسحر والنفاق والبدع .
والغضب : هو غليانُ دم القلب طلباً لدفع المؤذي عندَ خشية وقوعه ، أو طلباً للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعدَ وقوعه([53]) ، وينشأ من ذلك كثيرٌ من الأفعال المحرمة كالقتل والضربِ وأنواعِ الظلم والعُدوان ، وكثيرٍ من الأقوال المحرَّمة كالقذفِ والسبِّ والفحش ، وربما ارتقى إلى درجة الكفر ، كما جرى لجبلة بن الأيهم([54]) ، وكالأيمان التي لا يجوزُ التزامُها شرعاً ، وكطلاق الزوجة الذي يُعقب الندمَ .
والواجبُ على المؤمن أنْ تكون شهوتُه مقصورةً على طلب ما أباحه الله له ، وربما تناولها بنيةٍ صالحةٍ ، فأثيب عليها ، وأنْ يكونَ غضبه دفعاً للأذى في الدين له أو لغيره وانتقاماً ممن عصى الله ورسولَه ، كما قال تعالى : } قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ {([55]) .
وهذه كانت حالَ النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم ، فإنَّه كان لا ينتقِمُ لنفسه ، ولكن إذا انتهكت حرماتُ الله لم يَقُمْ لِغضبه شيء([56]) ولم يضرب بيده خادماً ولا امرأة إلا أنْ يجاهِدَ في سبيل الله([57]) . وخدمه أنس عشرَ سنين ، فما قال له : (( أفٍّ )) قط ، ولا قال له لشيء فعله : (( لم فعلت كذا ))([58]) ، ولا لشيء لم يفعله : (( ألا فعلت كذا )) . وفي رواية أنَّه كان إذا لامه بعضُ أهله قال صلى الله وعليه وسلم : (( دعوه فلو قُضي شيءٌ كان ))([59]) . وفي رواية للطبراني([60]) قال أنس : خدمتُ رسولَ الله صلى الله وعليه وسلم عشر سنين ، فما دَرَيْتُ شيئاً قطُّ وافقه ، ولا شيئاً قط خالفه رضي من الله بما كان .
وسئلت عائشةُ عن خُلُقِ رسول الله صلى الله وعليه وسلم ، فقالت : كان خُلُقُه القُرآن([61]) ، تعني : أنَّه كان تأدَّب بآدابه ، وتخلَّق بأخلاقه ، فما مدحه القرآن ، كان فيه رضاه ، وما ذمه القرآنُ ، كان فيه سخطه([62]) ، وجاء في رواية عنها ، قالت : كان خُلُقُه القُرآن يَرضى لِرضاه ويَسخَطُ لسخطه([63]) .
وكان صلى الله وعليه وسلم لِشدَّةِ حيائه لا يُواجِهُ أحداً بما يكره، بل تعرف الكراهة في وجهه ، كما في ” الصحيح ” ([64]) عن أبي سعيد الخدري قال : كان النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم أشدَّ حياءً من العذراءِ في خِدْرها ، فإذا رأى شيئاً يكرهه ، عرفناه في وجهه ، ولما بلَّغَه ابنُ مسعودٍ قَولَ القائل : هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ، شقَّ عليه صلى الله وعليه وسلم ، وتَغيَّر وجهه ، وغَضِبَ ، ولم يَزِدْ على أنْ قال : (( قد أوذِيَ موسى بأكثر من هذا فصبر ))([65]) .
وكان صلى الله وعليه وسلم إذا رأى ، أو سَمِعَ ما يكرهه الله ، غَضِبَ لذلك ، وقال فيه ، ولم يَسْكُتْ ، وقد دخل بيتَ عائشة فرأى ستراً فيه تصاويرُ ، فتَلَوَّنَ وجهُهُ وهتكه ، وقال : (( إنَّ مِنْ أَشدِّ النَّاسِ عذاباً يومَ القيامةِ الَّذينَ يُصوِّرُونَ هذه الصُّورَ ))([66]) . ولما شُكِيَ إليه الإمامُ الذي يُطيل بالناس صلاته حتى يتأخرَ بعضهم عن الصَّلاة معه ، غَضِبَ ، واشتد غضبُه ، ووَعَظَ النَّاسَ([67]) ، وأمر بالتَّخفيف([68]) .
ولما رأى النُّخامَةَ في قبلة المسجد ، تَغَيَّظ ، وحكَّها ، وقال : (( إنَّ أحدَكُمْ إذا كان في الصَّلاةِ ، فإنَّ الله حِيالَ وَجْهِهِ ، فلا يَتَنخَّمَنَّ حِيال وجهه في الصَّلاةِ ))([69]) .
وكان من دعائه صلى الله وعليه وسلم : (( أسألك كَلِمَة الحقِّ في الغضب والرِّضا )) ([70]) وهذا عزيز جداً ، وهو أنَّ الإنسان لا يقول سوى الحقِّ سواء غَضِبَ أو رضي ، فإنَّ أكثرَ الناس إذا غَضِبَ لا يَتوقَّفُ فيما يقول .
وخرَّج الطبراني([71]) من حديث أنس مرفوعاً : (( ثلاثٌ من أخلاقِ الإيمان : مَنْ إذا غَضِبَ ، لم يُدخله غضبُهُ في باطلٍ ، ومن إذا رَضِيَ ، لم يُخرجه رضاه من حقٍّ ، ومن إذا قَدَرَ ، لم يتعاطَ ما ليسَ له )) .
وقد روي عن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم : (( أنَّه أخبر عن رجلين ممن كان قبلنا كان
أحدُهما عابداً ، وكان الآخرُ مسرفاً على نفسه ، فكان العابدُ([72]) يَعِظُهُ ،
فلا ينتهي ، فرآه يوماً على ذنبٍ استعظمه ، فقال : والله لا يَغفِرُ الله لك ،
فغفر الله للمذنب ، وأحبط عملَ العابد )) . وقال أبو هريرة : لقد تكلَّم
بكلمة أوبقت دنياه وآخِرتَه ، فكان أبو هريرة يُحَذِّرُ الناسَ أنْ يقولوا
مثلَ هذه الكلمة([73]) في غضب . وقد خرَّجه الإمامُ أحمد([74]) وأبو
داود([75]) ، فهذا غَضِبَ لله ، ثم تكلَّم في حال غضبه لله بما لا يجوزُ ، وحتم على الله بما لا يعلم ، فأحبط الله([76]) عمله ، فكيف بمن تكلَّم في غضبه لنفسه ، ومتابعة هواه بما لا يجوز .
وفي ” صحيح مسلم “([77]) عن عِمران بن حُصين : أنَّهم كانوا مع النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم في بعض أسفاره وامرأةٌ من الأنصار على ناقةٍ ، فضَجِرَتْ ، فلعَنَتها فسَمِعَ النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم ، فقال : (( خذُوا مَتَاعَها ودَعُوها )) .
وفيه أيضاً عن جابر قال : سِرنا مع رسول الله صلى الله وعليه وسلم في غزوة ورجلٌ من الأنصارِ على ناضحٍ له ، فتلدَّنَ عليه بعض التلدُّن ، فقال له : سِرْ ، لَعنَك الله ، فقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم : (( انْزِلْ عنه ، فلا تَصْحَبْنا بملعونٍ ، لا تدعوا على أنفُسِكُم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تَدْعوا على أموالكم ، لا تُوافِقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاء ، فيستجيب لكم ))([78]) .
فهذا كله يدلُّ على أنَّ دعاء الغضبانِ قد يُجاب إذا صَادف ساعةَ إجابةٍ ، وأنَّه ينهى عن الدعاء على نفسه وأهله وماله في الغضب .
وأما ما قاله مجاهد([79]) في قوله تعالى : } وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ {([80]) ، قال : هو الواصِلُ لأهله وولده وماله إذا غَضِبَ عليه ، قال : اللهمَّ لا تُبارِكْ فيه ، اللهم العنه ، يقول : لو عجل له ذلك ، لأهلك مَنْ دعا عليه ، فأماتَه . فهذا يدلُّ على أنَّه لا يُستجاب جميعُ ما يدعو به الغضبانُ على نفسه وأهله وماله ، والحديثُ دلَّ على أنَّه قد يُستجابُ لمصادفته ساعة إجابة .
وأما ما رُوي عن الفُضيل بنِ عياض قال : ثلاثةٌ لا يُلامون على غضبٍ : الصائمُ والمريضُ والمسافرُ ، وعن الأحنف بن قيس قال : يوحي الله إلى الحافظين اللذين مع ابن آدم : لا تكتبا على عبدي في ضجره شيئاً ، وعن أبي عمران الجوني قال : إنَّ المريضَ إذا جزع فأذنب ، قال المَلَكُ الذي على اليمين للملك الذي على الشمال : لا تكتب . خرَّجه ابن أبي الدنيا ، فهذا كلُّه لا يُعرف له أصلٌ صحيحٌ من الشرع يدلُّ عليه ، والأحاديثُ التي ذكرناها من قبل تدلُّ على خلافه .
وقول النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم : (( إذا غضبتَ فاسكت )) ([81]) يدلُّ على أنَّ الغضبانَ مُكَلَّفٌ في حال غضبه بالسكوت ، فيكون حينئذٍ مؤاخذاً بالكلام ، وقد صحَّ عن النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم : أنَّه أمر من غضب أنْ يتلافى غضبَه بما يُسكنه من أقوال وأفعال ، وهذا هو عينُ التكليف له بقطع الغضب ، فكيف يقال : إنَّه غيرُ مكلَّف في حال غضبه بما يصدر منه .
وقال عطاءُ بنُ أبي رباح : ما أبكى العلماءَ بكاء آخرِ العمرِ من غضبة يغضبُها أحدُهُم فتهدِمُ عملَ خمسين سنة ، أو ستين سنة ، أو سبعين سنة ، وربَّ غضبة قد أقحمت صاحبها مقحماً ما استقاله . خرَّجه ابن أبي الدنيا .
ثم إنَّ من قال مِن السَّلف : إنَّ الغضبان إذا كان سببُ غضبه مباحاً، كالمرض، أو السفرِ ، أو طاعةٌ كالصَّوْم لا يُلام عليه إنَّما مرادُه أنَّه لا إثمَ عليه إذا كان مما يقع منه في حال الغضب كثيراً من كلام([82]) يُوجِبُ تضجراً أو سباً ونحوه كما قال صلى الله وعليه وسلم : (( إنَّما أنا بَشَرٌ أرضى كما يرضي البَشَرُ ، وأغْضَبُ كما يَغْضَبُ البشر ، فأيُّما مسلم سببتُه أو جلدتُه ، فاجعلها له كفارةً ))([83]) .
فأما ما كان من كفر ، أو ردَّةٍ ، أو قتل نفس ، أو أخذ مالٍ بغير حقٍّ ونحو ذلك ، فهذا لا يشكُّ مسلم أنَّهم لم يُريدوا أنَّ الغضبانَ لا يُؤاخذُ به ، وكذلك ما يقعُ من الغضبان من طلاقٍ وعَتاقٍ، أو يمينٍ، فإنَّه يُؤاخَذُ بذلك كُلِّه بغيرِ خلافٍ([84]) . وفي ” مسند الإمام أحمد ” ([85]) عن خويلة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت أنَّها راجعت زوجَها ، فغَضِبَ ، فظاهر منها ، وكان شيخاً كبيراً قد ساء خُلُقُه وضَجِرَ ، وأنَّها جاءت إلى النَّبيِّ صلى الله وعليه وسلم ، فجعلت تشكو إليه ما تلقى من سوء خلقه ، فأنزل الله آيةَ([86]) الظهار ، وأمره رسول الله صلى الله وعليه وسلم بكفارة الظِّهار في قصة طويلة ، وخرَّجها ابن أبي حاتم([87]) من وجه آخر ، عن أبي العالية : أنَّ خُويلة غضب زوجها فظاهر منها ، فأتت النَّبيَّ صلى الله وعليه وسلم ، فأخبرته بذلك ، وقالت : إنَّه لم يُرِدِ الطلاقَ ، فقال النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم : (( ما أراكِ إلا حَرُمْتِ عليه )) ، وذكر القصةَ بطولها ، وفي آخرها ، قال : فحوَّل الله الطلاقَ ، فجعله ظهاراً .
فهذا الرجل ظاهر في حال غضبه ، وكان النَّبيُّ صلى الله وعليه وسلم يرى حينئذ أنَّ الظهارَ طلاق ، وقد قال : إنَّها حَرُمَتْ عليه بذلك ، يعني : لزمه الطلاق ، فلما جعله الله ظهاراً مكفراً ألزمه بالكفارة ، ولم يُلغه .
وروى مجاهد عن ابنِ عباس : أنَّ رجلاً قال له : إني طلقت امرأتي ثلاثاً وأنا غضبان ، فقال : إنَّ ابنَ عباس لا يستطيع أنْ يُحِلَّ لك ما حرَّم الله عليك ، عصيتَ ربَّك وحرمت عليك امرأتك . خرَّجه الجوزجاني والدارقطني([88]) بإسناد على شرط مسلم .
وخرَّج القاضي إسماعيل بن إسحاق في كتاب ” أحكام القرآن ” بإسنادٍ صحيح عن عائشة قالت : اللغو في الأيمان ما كان في المراءِ والهزل والمزاحة ، والحديث الذي لا يعقد عليه القلب ، وأيمانُ الكفارة على كُلِّ يمينٍ حلفت عليها على جدٍ من الأمر في غضب أو غيره : لَتَفْعَلنَّ أو لَتَترُكنَّ ، فذلك عقدُ الأيمان فيها الكفارة . وكذا رواه ابن وهب ، عن يونس ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة وهذا من أصحِّ الأسانيد([89]) ، وهذا يدلُّ على أنَّ الحديث المروي عنها مرفوعاً : (( لا طلاقَ ولا عتاق في إغْلاقٍ )) ([90]) إما أنَّه غير صحيح ، أو إنَّ تفسيرَه بالغضب غيرُ صحيح([91]) . وقد صحَّ عن غير([92]) واحد من الصحابة أنَّهم أفْتَوا أنَّ يمينَ الغضبان منعقدة وفيها الكفارةُ([93]) ، وما روي عن ابن عباسٍ مما يُخالِفُ ذلك فلا يصحُّ إسنادُه([94]) ، قال الحسنُ : طلاقُ السنة أنْ يُطلقها واحدة طاهراً من غير جماعٍ ، وهو بالخيار ما بينه وبينَ أنْ تحيضَ ثلاث حيض ، فإنْ بدا له أنْ يُراجِعَهَا كان أملكَ بذلك ، فإنْ كان غضبان ، ففي ثلاثِ حيض ، أو في ثلاثة أشهر إنْ كانت لا تحيضُ ما يذهب غضبَهُ . وقال الحسن : لقد بَيَّن الله لئلا يندم أحدٌ في طلاق كما أمره الله، خرَّجه القاضي إسماعيل .
وقد جعل كثيرٌ من العلماء الكناياتِ معَ الغضبِ كالصريح في أنَّه يقعُ بها الطلاقُ ظاهراً ؛ ولا يقبل تفسيرُها مع الغضبِ بغير الطلاق ، ومنهم مَنْ جعل الغضب مع الكنايات كالنية ، فأوقع بذلك الطلاق في الباطن أيضاً ، فكيف يجعل الغضب مانعاً من وقوع صريحِ الطلاق([95]) .
([1]) في ” صحيحه ” 8/35 ( 6116 ) .
وأخرجه : أحمد 2/362 و466 ، وأبو نعيم في ” أخبار أصبهان ” 1/340 ، والبيهقي 10/105 .
([2]) هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأسدي ، الكوفي ، أبو حَصين بفتح المهملة . تقريب التهذيب ( 4484 ) .
([3]) جملة : (( وقيل : عنه ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة وأبي سعيد )) سقطت من ( ص ) .
([4]) في ” جامعه ” ( 2020 ) ، وقال : (( حسن صحيح غريب )) .
وأخرجه : أبو يعلى ( 1593 ) ، والطبراني في ” مسند الشاميين ” ( 1731 ) من حديث أبي هريرة ، به .
([5]) أخرجه : أحمد 2/362 ، والبغوي ( 3580 ) من حديث أبي هريرة ، به .
([6]) انظر : فتح الباري 10/638 .
([7]) في ” الأوسط ” ( 2374 ) ، وقال الهيثمي في ” مجمع الزوائد ” 8/70 : (( رواه الطبراني في ” الكبير ” و” الأوسط ” وأحد إسنادي الكبير رجاله ثقات )) .
([8]) تصحف في ( ص ) : إلى : (( حارثة )) .
([9]) في ” مسنده ” 3/484 و5/34 .
وأخرجه : ابن أبي عاصم في ” الآحاد والمثاني ” ( 1168 ) ، وابن حبان ( 5690 ) ، والطبراني في ” الكبير ” ( 2095 ) و( 2097 ) و( 2099 ) و( 2105 ) وفي ” الأوسط ” ، له ( 7491 ) ، والخطيب في ” تاريخه ” 3/108 عن جارية بن قدامة ، عن رجل ، به ، وانظر ماسيأتي .
([10]) مسند الإمام أحمد 5/34 و370 و372 . =
= وأخرجه : ابن سعد في ” الطبقات ” 7/40 ، وابن أبي عاصم في “الآحاد والمثاني” ( 1167 )، وابن حبان ( 5689 ) ، والطبراني في ” الكبير ” ( 2093 ) و( 3094 ) و( 2096 )
و( 2098 ) و( 2100 ) و( 2101 ) و( 2102 ) و( 2103 ) و( 2104 ) و( 2106 ) و( 2107 ) ، والحاكم 3/615 ، والبيهقي في ” شعب الإيمان ” ( 8279 ) و( 8280 ) من حديث جارية بن قدامة ، به . وجارية بن قدامة مختلف في صحبته .
([11]) في ” مسنده ” 3/484 .
([12]) في ” مسنده ” 5/373 .
وأخرجه : معمر في “جامعه” ( 20286 ) – ومن طريقه البيهقي 10/105 عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمان ، عن رجل ، به . وإسناده صحيح وهو صحيح موصولاً ، وقد توبع معمر تابعه سفيان بن عيينة عند ابن أبي شيبة 8/535 ، وأحمد 5/408 ، وأبي نعيم
في ” معرفة الصحابة ” 5/92 فلا يضره إرسال مالك ؛ إذ اتفق معمر وسفيان على
وصله ، وقد قال ابن المبارك : (( الحفاظ عن ابن شهاب ثلاثة : مالك ومعمر وابن عيينة فإذا اجتمع اثنان على قول أخذنا به وتركنا قول الآخر )) السنن الكبرى للنسائي عقيب
( 2072 ) .
([13]) الموطأ ( 2636 ) برواية يحيى الليثي .
([14]) في “مسنده” 2/175 وفي إسناده عبد الله بن لهيعة ؛ لكن هذا الحديث له شواهد يتقوى بها .
([15]) في ” تعظيم قدر الصلاة ” ( 878 ) مرسلاً .
([16]) انظر : فتح الباري 10/639 .
([17]) الأعراف : 154 .
([18]) الشورى : 37 .
([19]) آل عمران : 134 .
([20]) صحيح البخاري 18/19 ( 6048 ) و34 ( 6115 ) و150 ( 3282 ) ، وصحيح مسلم 8/30-31 ( 2610 ) ( 109 ) و( 110 ) .
وأخرجه : أحمد 6/394 ، وأبو داود ( 4781 ) ، والنسائي في ” الكبرى ” ( 10224 )
و( 10225 ) من حديث سليمان بن صرد ، به .
([21]) يحتمل أنْ هذا الرجل كان من المنافقين ، أو من جُفاة العرب ، فهو لم يتهذب بأنوار الشريعة المكرمة ، وتوهم أن الاستعاذة مختصة بالمجنون ، ولم يعلم أن الغضب من نزغات الشيطان .
انظر : شرح صحيح مسلم للنووي 8/336 .
([22]) في ” مسنده ” 3/19 و61 .
وأخرجه : معمر في “جامعه” ( 20720 ) ، والحميدي ( 752 ) ، وعبد بن حميد ( 864 )، وأبو يعلى ( 1101 ) ، والحاكم 4/505-506 ، والبيهقي في “شعب الإيمان” ( 8289 ) ، والبغوي ( 4039 ) من حديث أبي سعيد الخدري ، به ، وهو جزء من حديث طويل .
([23]) في ” جامعه ” ( 2191 ) وقال : (( حسن )) ، وإسناد الحديث ضعيف لضعف علي بن زيد ابن جدعان .
([24]) في ” مسنده ” 5/152 .
وأخرجه : الخرائطي في ” مساوئ الأخلاق ” ( 346 ) ، وابن حبان ( 5688 ) ، والبغوي
( 3584 ) وقد اختلف في إسناده ورجح أبو داود إرساله .
([25]) السنن ( 4782 ) و( 4783 ) .
([26]) انظر : معالم السنن 4/100-101 .
([27]) من قوله : (( ومن حديث الحسن … )) إلى هنا سقط من ( ص ) .
([28]) حديث أنس لم أعثر عليه فيما بين يدي من الكتب الحديثية .
أما رواية الحسن المرسلة فقد أخرجها : معمر في ” جامعه ” ( 20289 ) ، والبيهقي في
” شعب الإيمان ” ( 8290 ) عن الحسن ، مرسلاً .
([29]) أخرجه : البخاري 4/241 ( 3601 ) و9/64 ( 7081 ) و( 7082 ) ، ومسلم 8/168 – 169 ( 2886 ) ( 10 ) و( 11 ) و( 12 ) ، وأبو داود ( 4256 ) ، والبيهقي 8/190 من حديث أبي هريرة ، به .
([30]) في ” مسنده ” 1/239 و283 و365 .
وأخرجه : الطيالسي ( 2608 ) ، والبخاري في ” الأدب المفرد ” ( 245 ) ، والبزار كما في
” كشف الأستار ” ( 152 ) و( 153 ) ، والطبراني في ” الكبير ” ( 10951 ) ، والقضاعي في ” مسند الشهاب ” ( 764 ) ، والبيهقي في ” شعب الإيمان ” ( 8287 ) و( 8288 ) ، وفي إسناده ليث بن أبي سليم ضعيف .
([31]) أخرجه : أبو نعيم في ” الحلية ” 2/235 .
([32]) أخرجه : أبو نعيم في ” الحلية ” 5/358 .
([33]) في ” مسنده ” 4/226 .
وأخرجه : ابن قانع في ” معجم الصحابة ” 2/307 ، والطبراني في ” الكبير ” 17/( 443 ) ، والبغوي ( 3583 ) ، وابن عساكر في ” تاريخ دمشق ” 42/234 و43/81 و57/172 ، وإسناده ضعيف .
([34]) السنن ( 4784 ) ، وينظر التخريج المتقدم ذكره .
([35]) في ” الحلية ” 2/130 ، وإسناده ضعيف .
([36]) صحيح البخاري 8/34 ( 6114 )، وصحيح مسلم 8/30 ( 2609 ) ( 107 ) و( 108 ).
وأخرجه : مالك في ” الموطأ ” ( 2637 ) برواية الليثي ، وأحمد 2/268 و517 ، والنسائي في ” الكبرى ” ( 10226 ) و( 10227 ) و( 10228 ) ، والبيهقي 10/235 و241 .
([37]) الصحيح 8/30 ( 2608 ) ( 106 ) .
وأخرجه : أحمد 1/382 ، وأبو داود ( 4779 ) ، وأبو يعلى ( 5162 ) من حديث عبد الله ابن مسعود ، به .
([38]) في ” مسنده ” 3/438 و440 .
([39]) السنن ( 4777 ) .
([40]) في ” جامعه ” ( 2021 ) و( 2493 ) ، وقال الترمذي : (( حسن غريب )) على أنَّ في إسناده سهل بن معاذ ضعفه بعض الأئمة .
([41]) السنن ( 4186 ) .
([42]) في ” مسنده ” 2/128 . =
= وأخرجه : ابن ماجه ( 4189 ) ، والطبراني في ” مكارم الأخلاق ” ( 51 ) ، والبيهقي في
” شعب الإيمان ” ( 8305 ) و( 8306 ) و( 8307 ) وفي ” الآداب ” ، له ( 160 ) من حديث عبد الله بن عمر ، به ، مرفوعاً ، وإسناده صحيح .
وأخرجه : البخاري في ” الأدب المفرد ” ( 1318 ) ، موقوفاً .
وأخرجه : البيهقي في” شعب الإيمان ” ( 8308 ) وفي ” الآداب ” ، له ( 161 ) ، مرسلاً .
([43]) أخرجه : أحمد 1/327 ، وفي إسناده نوح بن جعونة مجهول ، ولعله نوح بن أبي مريم الكذاب فيكون إسناد الحديث تالفاً .
([44]) السنن ( 4778 ) وإسناده ضعيف لجهالة أحد رواته .
([45]) من قوله : (( وخرج أبو داود … )) إلى هنا سقط من ( ص ) .
([46]) أخرجه : ابن عساكر في ” تأريخ دمشق ” 23/314 .
([47]) سبق تخريجة .
([48]) أخرجه : أبو نعيم في ” الحلية ” 5/290 .
([49]) أخرجه : أبو نعيم في ” الحيلة ” 2/144 .
([50]) انظر : لسان العرب 5/254 .
([51]) انظر : العين : 372 ، وأساس البلاغة 1/399 ، ولسان العرب 5/237 .
([52]) انظر : المفردات في غريب القرآن : 279 ، ولسان العرب 7/231 .
([53]) انظر : المفردات في غريب القرآن : 375 ، والتعريفات : 162 .
([54]) هو ابن الحارث بن أبي شعر ، واسمه المنذر بن الحارث ، روي في أحاديث دخل بعضها في بعض ، قالوا : وكتب رسول الله r إلى جبلة بن الأيهم ملك غسان يدعوه إلى الإسلام ، فأسلم وكتب بإسلامه إلى رسول الله r وأهدى له هدية ، ثم لم يزل مسلماً حتى كان زمن =
= عمر بن الخطاب ، فبينا هو في سوق دمشق إذ وطيء رجلاً من مزينة ، فوثب المزني فلطمه ، فأخذ فانطلق به إلى أبي عبيدة بن الجراح ، فقالوا : هذا لطم جبلة . قال : فليلطمه . قالوا : أو ما يقتل ؟ قال : لا ، فقالوا : أفما تقطع يده ؟ قال : لا ، إنَّما أمر الله بالقود ، قال جبلة : أترون أني جاعل وجهي نداً لوجه جدي جاء من عمق ؟ بئس الدين هذا ! ثم ارتد نصرانياً ، وترحل بقومه حتى دخل أرض الروم . انظر : تاريخ دمشق 11/19 .
([55]) التوبة : 14-15 .
([56]) أخرجه : مالك في ” الموطأ ” ( 2627 ) برواية الليثي ، والحميدي ( 258 ) ، وأحمد 6/31-32 و115-116 و181-182 و229 و232 و262، وعبد بن حميد ( 1481 ) ، والبخاري 4/230 ( 3560 ) و8/36 ( 6126 ) و8/216 ( 6853 ) وفي ” الأدب
المفرد ” ، له ( 274 ) ، ومسلم 7/80 ( 2327 ) ( 77 ) و7/80 ( 2328 ) ( 79 ) ، وأبو داود ( 4785 ) من حديث عائشة ، به . والروايات مطولة ومختصرة .
([57]) أخرجه : عبد الرزاق ( 17942 ) ، وأحمد 6/31-32 و206 و229 و232 و281 ، وعبد بن حميد ( 1481 ) ، والدارمي ( 2224 ) ، ومسلم 7/80 ( 2328 ) ( 79 ) ، وأبو داود ( 4786 ) ، وابن ماجه ( 1984 ) ، والنسائي في ” الكبرى ” ( 9165 ) من حديث عائشة ، به . والروايات مطولة ومختصرة .
([58]) أخرجه : عبد الرزاق ( 17946 ) ، وأحمد 3/101 ، وعبد بن حميد ( 1361 ) ، والبخاري 4/13 ( 2768 ) و8/17 ( 6038 ) و9/15 ( 6911 ) ، ومسلم 7/73
( 2309 ) ( 51 ) و( 52 ) و( 53 ) ، وأبو داود ( 4774 ) من حديث أنس بن مالك ، به .
([59]) أخرجه : عبد الرزاق ( 17947 ) من حديث أنس بن مالك ، به .
([60]) في ” الأوسط ” ( 9152 ) وفي ” الصغير ” ، له ( 1072 ) .
وانظر : مجمع الزوائد 9/16 .
([61]) أخرجه : أبو عبيد في ” فضائل القرآن ” : 51-52 ، وأحمد 6/54 و91 و111 و188 و216 ، والبخاري في ” الأدب المفرد ” ( 308 ) ، ومسلم 2/169 ( 746 ) ( 139 ) ، وأبو داود ( 1342 ) ، وابن ماجه ( 2333 ) ، والنسائي 3/199-200 وفي ” الكبرى ” ، له ( 11350 ) وفي ” التفسير ” ، له ( 158 ) و( 370 ) ، وابن خزيمة ( 1127 ) ، والطبراني في ” مسند الشاميين ” ( 1963 ) ، والبيهقي 3/30 وفي ” دلائل النبوة ” ، له 1/308-309 من حديث عائشة ، به . والروايات مطولة ومختصرة .
([62]) انظر : شرح النووي لصحيح مسلم 3/226 .
([63]) أخرجه : أبو عبيد في ” فضائل القرآن ” : 51 من حديث عائشة ، به .
([64]) صحيح البخاري 4/230 ( 3562 ) و8/31 ( 6102 ) ، وصحيح مسلم 7/77
( 2320 ) ( 67 ) .
([65]) أخرجه : البخاري 4/115 ( 3150 ) و5/202 ( 4336 ) ، ومسلم 3/109 ( 1062 ) ( 140 ) و( 141 ) من حديث عبد الله بن مسعود ، به .
([66]) أخرجه : البخاري 7/215 ( 5954 ) ، ومسلم 6/158 ( 2107 ) ( 91 ) و6/159
( 2107 ) ( 92 ) ، والنسائي 8/214 ، وابن حبان ( 5847 ) ، والبيهقي 7/267 و269 من حديث عائشة ، به .
([67]) لم ترد في ( ص ) .
([68]) أخرجه : مسلم 2/42 ( 466 ) ( 182 ) من حديث أبي مسعود الأنصاري ، به .
([69]) أخرجه : مالك في ” الموطأ ” ( 522 ) برواية الليثي ، والبخاري 1/112 ( 406 ) و1/191 ( 753 ) و2/82 ( 1213 ) و8/33 ( 6111 ) ، ومسلم 2/75 ( 547 )
( 50 ) ، وأبو داود ( 479 ) ، والنسائي 2/51 من حديث عبد الله بن عمر ، به .
([70]) أخرجه : أحمد 4/264 ، وعبد الله بن أحمد في ” السنة ” ( 467 ) و( 1190 ) ، والبزار
( 1392 ) و( 1393 ) ، والنسائي 3/54-55 وفي ” الكبرى ” ، له ( 1229 ) ، وابن خزيمة في “التوحيد”: 12، وابن حبان ( 1971 )، والطبراني في “الدعاء” ( 624 ) و( 625 ) من حديث عمار بن ياسر ، به . وهو جزء من حديث طويل ، وهو حديث صحيح .
([71]) في “الصغير” ( 158 ) ، وإسناده ضعيف جداً فيه بشر بن الحسين ، قال عنه البخاري : (( فيه نظر )) ، وقال الدارقطني : (( متروك )) ، وقال ابن عدي : (( عامة حديثه ليس بمحفوظ )) ، وقال أبو حاتم : (( يكذب على الزبير )) الميزان 1/315 .
([72]) سقطت من ( ص ) .
([73]) سقطت من ( ص ) .
([74]) في ” مسنده ” 2/323 و363 .
وأخرجه : ابن حبان ( 5712 ) ، والبيهقي في ” شعب الإيمان ” ( 6689 ) ، والمزي في
” تهذيب الكمال ” 3/487-488 ( 2927 ) من حديث أبي هريرة ، به . والروايات مطولة ومختصرة ، وإسناده لا بأس به .
([75]) السنن ( 4901 ) من حديث أبي هريرة ، به .
([76]) عبارة : (( فأحبط الله )) لم ترد في ( ص ) .
([77]) الصحيح 8/23 ( 2595 ) ( 80 ) و( 81 ) .
وأخرجه : أبو داود ( 2561 ) ، والنسائي في ” الكبرى ” ( 8816 ) من حديث عمران بن حصين ، به .
([78]) الصحيح 8/233 ( 3009 ) .
وأخرجه : ابن حبان ( 5742 ) من حديث جابر بن عبد الله ، به .
([79]) في ” تفسيره ” : 292 . وأخرجه : الطبري في ” تفسيره ” ( 13625 ) و( 13626 ) .
([80]) يونس : 11 .
([81]) سبق تخريجه .
([82]) عبارة : (( من كلام )) سقطت من ( ص ) .
([83]) أخرجه : أحمد 2/316-317 ، والبخاري 8/96 ( 6361 ) ، ومسلم 8/25 ( 2601 )
( 89 ) ، وابن حبان ( 6516 ) من حديث أبي هريرة ، به .
([84]) انظر : الواضح في شرح مختصر الخرقي 4/22-23 ، وشرح الزركشي على مختصر الخرقي 5/399 .
([85]) المسند 6/410-411 .
وأخرجه : أبو داود ( 2214 ) و( 2215 )، وابن الجارود ( 746 ) ، والطبري في “تفسيره” ( 26109 ) ، وابن حبان ( 4279 ) ، والطبراني في ” الكبير ” 24/( 633 ) و( 634 ) ، والبيهقي 7/389-390 و391-392 و392 من حديث خولة بنت ثعلبة . والروايات مطولة ومختصرة ، والحديث قويٌّ بشواهده .
([86]) سقطت من ( ص ) .
([87]) في ” تفسيره ” 10/3342 ( 18840 ) .
وأخرجه : الطبري في ” تفسيره ” ( 26108 ) .
([88]) في ” سننه ” 4/13 ( 3882 ) .
وأخرجه : أبو داود ( 2197 ) ، والطبراني في ” الكبير ” ( 11139 ) .
([89]) انظر : فتح الباري 11/668 عقب الحديث ( 6663 ) .
([90]) أخرجه : أحمد 6/276 ، والبخاري في ” التاريخ الكبير ” 1/172 ( 514 ) ، وأبو داود
( 2193 ) ، وابن ماجه ( 2046 ) ، وأبو يعلى ( 4444 ) و( 4570 ) ، والطحاوي في =
= ” شرح المشكل ” ( 655 )، والدارقطني 4/36 ( 3943 ) و( 3944 )، والحاكم 2/198 ، والبيهقي 7/357 و10/61 من حديث عائشة ، به . وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبيد ؛ لكن انظر تعليق أخي الفاضل عبد الرحمان حسن قائد على رسالة اغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان لابن القيم : 4 و5 .
([91]) انظر : معالم السنن 3/209 ، والواضح في شرح مختصر الخرقي 4/17 ، وشرح الزركشي على مختصر الخرقي 5/391 .
([92]) سقطت من ( ص ) .
([93]) انظر : الواضح في شرح مختصر الخرقي 4/24-25 .
([94]) سبق تخريجه .
([95]) انظر : المغني 8/268-269 ، والشرح الكبير 8/293-294 ، والواضح في شرح مختصر الخرقي 4/22-23 ، وشرح الزركشي على مختصر الخرقي 5/399-400 ، والمفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم للدكتور عبد الكريم زيدان 7/460-461 .