شربت بها والديك يدعو صباحه … إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا

كتاب: شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية

محمد محمد حسن شراب

شربت بها والديك يدعو صباحه … إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا

.. البيت للنابغة الجعدي، من أبيات يصف في أولها الخمر .. والشاعر مخضرم عاش في الإسلام طويلا، دعا له رسول الله ب «لا فضّ فوك» فعاش عمره لم تسقط له سنّ.
قوله شربت بها: أي منها، ويريد الخمر، وهذا في الجاهلية، أو قبل أن ينزل تحريمها … وقوله: والديك يدعو صباحه: أي: يدعو في وقت إصباحه كناية عن وقت البكور، أو قبيل الفجر حيث يصيح الديك في هذا الوقت.

وقوله: دنوا: أي: مالت بنات نعش للغروب. والتصوّب: الانحدار. [الخزانة/ 8/ 82].

والشاهد: استعمال الواو (تصوبوا) في غير ضمير العقلاء. وجمع «ابن» من غير ما يعقل جمع العقلاء المذكرين،

فقال: بنو. وكان ينبغي أن يقول: بنات نعش، واحدها «ابن نعش». لأن ما لا يعقل من المذكر والمؤنث يجمع جمع السلامة والتكسير، كحمّام وحمامات.

وقالوا: وحمل بنو نعش على ما يعقل لما كان دورها على مقدار لا يتغير، فكأنّها تقدر ذلك الدور وتعقله،

فجاز هذا حيث صارت هذه الأشياء عندهم تؤمر وتطيع وتفهم الكلام. وقال: دنوا، فتصوبّوا: وكان ينبغي أن يقول: دنون فتصوبن. ومما يستجاد من هذه القصيدة قوله:

فإن تأخذوا مالي وأهلي بظنّة … فإنّي لحرّاب الرّجال مجرّب

صبور على ما يكره المرء كلّه … سوى العار إني إنّ ظلمت سأغضب

[شرح أبيات المغني ج 6/ 130، وكتاب سيبويه ج 1/ 240، وشرح المفصل

ج 5/ 105، والخزانة ج 8/ 82].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *