مختصر زاد المعاد لابن القيم
( فصل : في ألفاظٍ كان صلى الله عليه وسلم يكره أنْ تُقال )
فمنها : خبثت نفسي ، أو جاشت ، ومنها أن يسمى العنب كرماً ، وقول الرجل : هلك الناس ، وقال : ‘ إذا قال ذلك ، فهو أهلكهم ‘ ، وفي معناه : فسد الناس ، وفسد الزمان ونحوه .
ونهى أن يقال : مُطِرنا بنوء كذا وكذا ، وما شاء الله وشئت .
ومنها أن يحلف بغير الله ، ومنها أن يقول في حلفه : هو يهودي أو نحوه إن فعل كذا ،
ومنها أن يقول للسلطان : ملك الملوك ، ومنها قول السيد : عبدي وأمتي ، ومنها سب الريح ،
ومنها سب الحمى ، وسب الديك ، والدعاء بدعوى الجاهلية ، كالدعاء إلى القبائل والعصبية لها ،
ومثله التعصب للمذاهب والطرائق والمشايخ ، ومنها تسمية العشاء بالعتمة ، تسمية غالبة يهجر بها لفظ العشاء .
ومنها سباب المسلم ، وأن يتناجى اثنان دون الثالث ، وأن تخبر المرأة زوجها بمحاسن امرأة أخرى ، ومنها قول : اللهم اغفر لي إن شئت .
ومنها الإكثار من الحلف ، وأن يقول : قوس قزح ، وأن يسأل أحداً بوجه الله ، وأن تسمى المدينة يثرب ، وأن يُسأل الرجل فيم ضرب امرأته إلا إذا دعت الحاجة إليه ،
ومنها أن يقول : صمتُ رمضان كله ، وقمت الليل كله .
ومن الألفاظ المكروهة الإفصاح عن الأشياء التي ينبغي الكناية عنها ، وأن يقال : أطال الله بقاءك .
ونحو ذلك ، ومنها أن يقول الصائم : وحق الذي خاتمه على فمي .
فإنما يختم على فم الكافر ، وأن يقول للمكوس حقوقاً ، أو لما ينفقه في طاعةٍ : خسرت كذا ، وأن يقول : أنفقت في هذه الدنيا مالاً كثيراً ، ومنها أن يقول المفتي : أحل الله كذا وحرم كذا .
في مسائل الاجتهاد ، ومنها أن تسمى أدلة القرآن والسنة مجازات ، ولا سيما إذا أضاف إلى ذلك تسمية شبه المتكلمين قواطع عقلية ، فلا إله إلا الله كم حصل بهاتين التسميتين من إفساد الدين والدنيا !
ومنها أن يحدث الرجل بما يكون بينه وبين أهله كما يفعله السَّفْلَةُ .
ومما يكره من الألفاظ : زعموا وذكروا وقالوا . ونحوه ، وأن يقال للسلطان : خليفة الله ، فإن الخليفة إنما يكون عن غائب والله سبحانه خليفة الغائب في أهله .
وليحذر كل الحذر من طغيان ‘ أنا ‘ و ‘ لي ‘ و ‘ عندي ‘ فإن هذه ابتلي بها إبليس وفرعون وقارون ف ( أنا خير منه ) لإبليس و ( لي ملك مصر ) لفرعون و ( على علم عندي ) لقارون ،
وأحسن ما وضعت ‘ أنا ‘ في القول العبد : أنا العبد المذنب المستغفر المعترف .
ونحوه ، و ‘ لي ‘ في قوله : لي الذنب ، ولي الجرم ، ولي الفقر ، والذل ، و ‘ عندي ‘ في قوله : اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي ، وكل ذلك عندي .