تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وقد طفت من أحوالها وأردتها … سنين فأخشى بعلها وأهابها

وقد طفت من أحوالها وأردتها … سنين فأخشى بعلها وأهابها

  • بواسطة

كتاب: شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية

محمد محمد حسن شراب

وقد طفت من أحوالها وأردتها … سنين فأخشى بعلها وأهابها

ثلاثة أحوال فلما تجرّمت … علينا بهون واستحار شبابها

دعاني إليها القلب إني لأمره … سميع فما أدري أرشد طلابها

.. الأبيات لأبي ذؤيب الهذلي، خويلد بن خالد (- 27 هـ) شاعر مخضرم قدم على الرسول، فوصل المدينة وهو مسجى، وحضر الصلاة عليه ودفنه.

والأبيات يصف فيها ما لاقاه في سبيل محبوبته، وقوله: أحوالها: أي: حولها، لتعدد الأماكن التي طاف فيها.

وقوله: ثلاثة: انتصب على البدل من سنين .. قوله: استحار شبابها: أي برعت محبوبته وبلغت النهاية، وقوله: دعاني إليها: جواب لمّا.

ويروى: عصاني القلب: أي عصاني القلب ماثلا إليها وذاهبا نحوها. فانقدت لهواه وآثرت العدول إلى رضاه .. ،

وقوله: فما أدري: أراد: التبس الأمر عليّ، فلم أدر، أطلابها رشد أم غيّ، وهذا بيان حاله حين عصاه القلب وركبه الهوى.

فتمكن منه، وذلك لأنه فارقه الجلد والحزم، فاستوى لديه الحسن والقبيح.

.. وجملة: إنّي لأمره سميع: استئناف بياني، والتأكيد للشك، ويجوز أن تكون اعتراضية، ويجوز أن تكون حالا من الياء في (دعاني) وجملة (فما أدري) معطوفة على (دعاني) وطلابها: مبتدأ.

ورشد: خبره. والجملة منصوبة المحل بفعل الدراية المعلق عنها بالاستفهام ..

والشاهد في البيت الثاني: حذف المعادل للهمزة في قوله: أرشد طلابها، تقديره: أم غيّ. وقيل: لا حذف في الكلام، لصحة الكلام بدون تقديره.

[شرح أبيات المغني ج 1/ 21، والهمع/ 2/ 132، والأشموني/ 3/ 116، وديوان الهذليين 1/ 71].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *